Site icon شوارع أبوظبي

أبراج البحر رؤية معاصرة من روح العمارة الإسلامية

بمزيج من العمارة الإسلامية القديمة والتصاميم الهندسية المعاصرة تنتصب أبراج البحر على شاطئ القرم الشرقي في أبوظبي عند تقاطع شارعي السعادة وخليفة بن زايد لتخلق منحوتة هندسية فريدة تواكب التصاميم العالمية وتنافسها على المراكز الأولى في التصنيفات الدولية.

مزيج بين الطابع البيئي والحضاري

لم تشكل البيئة الصحراوية وأشعة الشمس الحارقة عقبة أمام إنشاء ناطحات سحاب زجاجية في العاصمة أبوظبي، بل وظِفت البيئة لخلق حلول تحد من استهلاك الطاقة الصناعية وتتوجه للطاقة الطبيعية المتجددة، حيث اعتمدت أبراج البحر في تصميمها على نظام التظليل الإسلامي “المشربية” السائد في القرن 14 ودعمته بالتقنيات الحديثة لتتغلب على مناخ الصحراء القاسي.

فبنيت الواجهة الخارجية للبرجين – المنتصبين على ارتفاع 145 متراً – من الزجاج بشكل كامل لكنها مغطاة بهيكل واقي مكون من 2000 مظلة شمسية من الكريستال تبتعد عن المبنى مسافة مترين. مايميز هذه المظلات إنها مبرمجة بحسب بيانات ترصد حركة الشمس طيلة العام بالتالي فهي مظلات آلية تفتح بشكل تدريجي مع توجه أشعة الشمس إلى المبنى. فعندما تشرق الشمس في الصباح في المنطقة الشرقية، تفتح المظلات المتواجدة في المنطقة الشرقية وكلما تحركت الشمس لتغطي المناطق الأخرى من المبنى تتبعها المظلات وتفتح وفقاً لحركة الشمس، أما مساءً فتغلق المظلات مفسحةً المجال للتمتع بالمظهر الطبيعي من خلال الواجهة الزجاجية.

ويقلل نظام التظليل المتبع من استهلاك الطاقة بنسبة 50% ويتيح التمتع بالإنارة الطبيعية عوضاَ عن الإنارة الصناعية التي تلجأ إليها الأبنية التقليدية، فضلاً عن توفير الطاقة التي يستهلكها التكييف.

تصميم هندسي مزدوج يلفت الأنظار

مع بزوغ أشعة الشمس يكتسي البرجان بالكريستال تدريجياً حتى يُسبغا باللون الذهبي ما يمنحنهم شكلاً هندسياً مستوحى من خلية النحل، ومع غروب الشمس تغلق المظلات الكريستالية ذات الأضلاع المثلثة، ويكتسي المبنى بالزجاج الأزرق مرة أخرى. مايخلق تباين يجعله تحفة معمارية مميزة تعكس رؤية أبوظبي بخلق مبنى يوفق بين الطابعين البيئي والحضاري.

من قلب الصحراء إلى العالمية

بتنافسها مع أكثر من 300 مشروع من المشاريع والمباني السكنية على مستوى العالم في كل من أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين، استطاعت أبراج البحر أن تحجز لنفسها المركز الثاني في “جائزة إمبوريس لناطحات السحاب” لعام 2012، وهو العام ذاته الذي تم فيه الانتهاء من أعمال البرجين من قبل “شركة إيداس”.

كذلك اختار المجلس العالمي للأبنية الشاهقة والمساكن الحضرية “CTBUH” البرجين التوأمين كأفضل تصميم معماري من حيث الابتكار والأتمتة والتوافق مع المعايير البيئية، وذلك في يونيو (حزيران) 2013، مانحاً البرجين جائزة “المبنى المبتكر”.

واختارت “مجلة تايم” الأميركية أبراج البحر ضمن أفضل 25 ابتكار لعام 2012 كونها تقلل استهلاك الطاقة 50%، كما تقلص انبعاثات الكربون بمعدلات كبيرة

Exit mobile version