يقع شارع الجيون في منطقة 1 في أبوظبي ويمتد بين شارع سيجي وشارع سلطان بن زايد الأول، ويتقاطع مع كل من شارع يمل، وعبري، والجاهلي، وخشاما، والخوي.
تسمية شارع الجيون
شير كلمة الجيون إلى نوع من اللآلئ الذي يتميز بلونه الأبيض المشرب بحمرة خفيفة، والذي يصنف كواحد من أثمن أنواع اللآلئ لما يتمتع به من صفاء ونقاء واستدارة متكاملة.
المطلع على تاريخ الإمارات يرى الارتباط بين تسمية الشارع وتاريخ الدولة الذي ارتبط بصيد اللؤلؤ والاتجار به والذي كان أحد الأنشطة الرئيسية التي اعتمد عليها اقتصاد الدولة طيلة الفترة الممتدة من أواخر القرن التاسع عشر والعقد الثاني من القرن العشرين، وإلى اليوم مازالت تجارة اللؤلؤ والأحجار الكريمة تلعب دوراً نشطاً في الاقتصاد الإماراتي إذ بلغت نسبة إجمالي تجارة أبوظبي من اللؤلؤ عام 2020 ما يعادل 11% من إجمالي تجارة الإمارة من السلع غير النفطية بقيمة تعادل 80.2 مليار درهم.
الغوص على اللؤلؤ في الإمارات قديماً
في الأول من يونيو (حزيران) من كل عام كانت السفن المحملة بالطواقم والعتاد تستعد لرحلة استخلاص مافي جعبة البحر من لؤلؤ. تكون البداية بأحد أبرز الطقوس، والتي يقف فيها طاقم السفينة المكون – والذين يقارب عددهم 30 شخصاً – على الشاطئ، بينا يقف البحارة بجانب سفنهم، وتقف العائلات على الشاطئ لتودعهم. وتنطلق السفينة في رحلة قد تمتد إلى 3 أشهر محفوفة بالمخاطر، تستخدم فيها أدوات الصيد التقليدية كالديين وهو إناء يربطه الغواص على رقبته ويضع بداخله مايجمع من محار، والفطام وهو مشبك يضعه الغواص على أنفه منعاً لدخول المياه إلى أنفه وغالباً ما يكون مصنوع من صدفة سلحفاة أو عظمة خاروف، والزبيل وهو حبل يربطه الغواص بساقه مما يساعده على الغوص السريع، واليدا وهو الحبل الذي يستعين به الغواص للصعود للسفينة عقب الانتهاء من عملية الغوص إذ يعمل على تحريك الحبل بقوة ليسحبه “السيب” أي الشخص المسؤول عن الحبال المخصصة لإنزال الغواصين وسحبهم إلى السطح.
وبعد جمع اللؤلؤ يأتي دور الطواشين وهم تجار اللؤلؤ والذي يقسمون إلى طواشين كبار وهم من مالكي سفن الغوص وطواشين صغار، والذين كانوا يشترون اللؤلؤ في البحر أثناء عمليات الغوص أو في البر عقب انتهاء عمليات الغوص، ثم يقومون ببيعه لكبار التجار، وكان الطواشون يصطحبون أبنائهم معهم إلى سفن الغوص لتعلم المهنة، ومن البلدان التي عرفها تجار الإمارات : الهند والصومال وزنجبار وممباسة وعدن وجزيرة سقطرة.
وكما كان للغواصين أدواتهم كذلك امتلك الطواشين أدوات التي ساعدتهم على التمييز بين أنواع اللؤلؤ المختلفة ووضع السعر المناسب لكل نوع، وعلى رأس هذه الأدوات ميزان لمعرفة أوزان اللؤلؤ، ومنظار للتدقيق في اللآلئ، ومناخل ذات ثقوب تدرج في اتساعها يوضع فيها اللؤلؤ وذلك لفرز اللآلئ بحسب أحجامها. وبعد الانتهاء من المعاينة يكون الأتفاق على التسعيرة بين النوخذة (قائد السفينة) والطواش.
أنواع اللؤلؤ وأسمائها اللؤلؤ في الإمارات
هناك أنواع عدة اللؤلؤ في الإمارات، إذ يقسم اللؤلؤ بحسب اللون وبحسب الشكل وبحسب الحجم، فعلى سبيل المثال بحسب الجودة والجمال يتصدر القائمة الجيون، والقولوه وهي لؤلؤة غير كاملة الاستدارة، وشرين والتي تعني الجميل باللغة الفارسية، والبوكة وهي ذات حجم صغير. وقد استلهم السكان تسمية بناتهم بأسماء هذه اللآلئ، مثل موزة وهي لؤلؤة فيها اعوجاج جعلها مميزة ومرغوبة من قبل الفنيين التجار لصناعة العقود، وحصة: وهي اسم يطلع على اللؤلؤ في أحد مراحله، ولولوة وهي لؤلؤة بيضاء وكبيرة الحجم، كذلك هناك الدانة وهي لؤلؤة كبيرة الحجم لونها يميل إلى الإحمرار، وتعد من اللآلئ الفريدة من نوعها وباسمها سمي شارع الدانة ومنطقة الدانة في أبوظبي.
ومن الأنواع أيضاً، واليكه، والبدلة، وسجني، وخاكة، وقوقلي …. وغيرها.