يقع الشارع في منطقة الخالدية أقدم المناطق في مدينة أبوظبي، وهو يمتد بين شارعي مبارك بن محمد وخليفة بن شخبوط، اللذين يصلاه بشارع الفلاح وشارع المرجان، طبيعة موقع الشارع ضمن أكثر المناطق حيوية في أبوظبي، جعلته على مقربة من مدارس ودور حضانة ومراكز طبية متنوعة، ومن أهمها “مركز إن إم سي رويال الطبي – الكرامة” التابع لـ”شركة إن إم سي للرعاية الصحية” التي تعمل في مجال الرعاية الصحية وتوزيع المنتجات الصيدلانية والسلع الاستهلاكية والبيطرية وغيرها، كما يقع شارع الغيص قرب الفرع الرابع لـ”مدارس انترناشونال كومينتي” واحدة من أشهر المدارس الدولية في المدينة والتي تتبع المنهج البريطاني المعتمد في إنجلترا.
تسمية شارع الغيص
لتسمية الشارع تاريخ طويل يعود للفترة التي تم الاعتماد بها على صيد اللؤلؤ في الدولة كمورد اقتصادي رئيسي، تلك المهنة ذات القدسية الخاصة في قلوب أهل الإمارات، الذين تعايشوا مع أخطارها وأحبوها واعتمدوا على مردودها للعيش، وكانت تمتاز بالتنظيم والأدوار المضبوطة الموزعة على كل فرد من أفراد طاقم سفينة الغوص، ومنهم “الغيص” أي الغواص والذي ارتبط به اسم الشارع، كونه حمل على عاتقه أخطر المهمات وهي الغوص في أعماق البحر بحثاً عن اللؤلؤ، معتمداً على أدواتٍ بسيطة مثل “الفطام” وهو ملقط مصنوع من العظم يضعها على أنفه لسده أثناء عملية الغوص، و”حبل اليدا” وهو وسيلة النجاة التي يمسك بطرفٍ منها، بينما يبقى الطرف الآخر بيد “السيب” الشخص قوي البنية المسؤول عن أمن وسلامة الغواصين، فعند الرغبة بخروج “الغيص” من الماء يقوم بشد “اليدا” ليعمل”السيب” على سحبه، وهي عملية بحاجة سرعة ويقظة لأن أي تأخير قد يودي بحياة “الغيص”، هذه العملية تتكرر لعدة مرات خلال اليوم تبدأ مع بزوغ الفجر وتنتهي مع غروب الشمس وتسمى “تبه”،ولما كان للغيص من دور محوري في مهمة البحث عن اللؤلؤ سمي الشارع تيمناً به.