يقع شارع القرم في منطقة البطين، يتصل عبر شارع الياه بالعديد من الشوارع منها شارع زوير الإرطاء وشارع المزن وشارع البطين.
كما يمتد شارع القرم ليتصل مع شارع الشيخة فاطمة بنت مبارك الذي يعد حلقة وصل لعدد من الشوارع الهامة في العاصمة وهي شارع الخليج العربي و شارع خليفة بن شخبوط، وشارع الشيخ راشد بن سعيد.
تسمية شارع القرم
يرتبط اسم الشارع ظاهرياً باسم نباتات القرم لكن في مضمونه يروي تاريخ طويل يمتد لسبعينات القرن الماضي حين أطلق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان برامج واسعة لزراعة أشجار “المانغروف” المعروفة محلياً باسم أشجار القرم، للأهمية الكبيرة لهذه الأشجار. ولشدة حب الشيخ زايد لهذه الأشجار وعنايته بها كان جميع أهل الدولة يتحاشون اقتلاع شتلاتها أو حتى المساس بها، فما هو سر أشجار القرم المحببة للشيخ زايد؟ ولما حظيت بكل هذه العناية؟
كنز بيئي وحاضنة طبيعية لكائنات بحرية
تلعب أشجار القرم دوراً كبيراً في حماية سواحل الدولة من ارتفاع مستويات سطح البحر والعواصف الشديدة، وتعزيز التنوع البيولوجي فضلاً عن دورها كأحواض طبيعية لامتصاص ثاني أوكسيد الكربون إذ تحتجز وتخزن ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مايجعل منها من الأنواع الفريدة التي تساعد في الحد من تأثيرات التغير المناخي، إلى جانب دورها في النظام البيئي البحري فهي توفر موائل طبيعية للطيور والكائنات البحرية، حيث تعد غابات القرم حاضنة طبيعية للروبيان.
لكن بالرغم من أهمية هذه الأشجار إلا أنها تتعرض للتدهور والأخطار الناتجة عن التغييرات المناخية والعوامل البيئية المصاحبة مثل ارتفاع درجات الحرارة والأعمال التطويرية الساحلية وعليه صنفت ضمن الأنواع المهددة وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
أبحاث ومبادرات لحماية القرم
نظراً لأهمية هذه النباتات الإيكلوجية والاقتصادية تتجه جهود الدولة لحمايتها وزيادة المساحات المزروعة بها، وأحد الخطوات كانت الإعلان عن هدف الدولة في زيادة عدد أشجار القرم المرزوعة من 30 مليون شجرة إلى 100 مليون شجرة بحلول عام 2030 وقد أعلن عنه خلال مؤتمر دول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ السادس والعشرين – COP26 في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
دور أبوظبي في حماية القرم
تعتبر أبوظبي المساحة الأكبر لانتشار غابات القرم وذلك بنسبة 80 % من المساحة الكلية لتوزع غابات القرم، وتعد أشجار القرم الرمادي “marina Avicennia” النوع الرئيسي السائد وهي مصنفة كواحدة من أهم الموائل البحرية في الإمارة.
ماسبق هو حصيلة جهود كبيرة تبذل للعناية بهذا النوع من الأشجار، ففي فبراير (شباط) 2022 أطلقت حكومة أبوظبي “مبادرة القرم” لتعزيز دور الإمارة كمركز عالمي رائد للأبحاث في مجال الحفاظ على أشجار القرم، وتقوم المبادرة على تعاون بين “هيئة البيئة في أبوظبي” و”جمعية علوم الحيوان لندن” لتطوير حلول متبكرة لزراعة أشجار القرم والمساهمة في تغيير آثار التغير المناخي وتشجيع أفراد المجتمع للحفاظ على البيئة.
ومن الخطوات المهمة في مسيرة العناية بالقرم تمكن “هيئة البيئة أبوظبي” من إعادة توطين نوع من القرم يسمى “Rhizophora mucrounata” كان ينمو في الإمارات الشمالية ثم تعرض للإنقراض جراء الاستغلال المفرض.
منتزه قرم الجبيل في أبوظبي
افتتح المنتزه في يناير (كانون الثاني) 2021 ممتداً على مساحة 2 كيلومتر، في إطار الجهود الهادفة لزيادة الوعي بأهمية أشجار القرم، يتيح المنتزه فرص للزوار في الغوص بأعماق غابات القرم من خلال ممر خشبي بطول 2.3 كيلومتر، ويحتضن أنواع متنوعة من الحيوانات مثل الثعالب والكائنات البحرية كسرطان البحر والمحار والثديات البحرية مثل أبقار البحر والدلافين، كما يوفر مساحات آمنة لما يقارب 60 نوعاً من الطيور البحرية والمهاجرة مثل الفلامينجو والشاه والعقاب النساري.