يقع شارع النداوي في منطقة المشرف في أبوظبي، وهو الطريق الممتد بين شارع الواحة وشارع المسك، مما يجعله على اتصال مع شارع سلامة بنت بطي القريب من العديد من السفارات.
تسمية شارع النداوي
النداوي هو اسم نوع من الصقور سُمي بالنداوي كونه يلجأ إلى الأماكن المرتفعة لبناء عشه فيسكن أعلى المرتفعات الرملية العالية المعروفة بـ”الندود”، ويكثر تواجده في المناطق الداخلية والقريبة من سواحل الدولة، ويعد من أكثر الطيور المستخدمة في رياضة القنص بالصقور المسماة بـ”الصقّارة” أو كما تعرف محلياً “البيزرة”، ولهذه الرياضة جذور تعود لما يقارب 4000 عام، مارسها البدو في صحراء شبه الجزيرة العربية وصحراء الإمارات، كواحدة من أنسب وسائل الصيد في البيئة الصحراوية الفقيرة بالموارد، ليصطادوا من خلالها الأرانب البرية وطيور الحباري.
بماضيها الطويل استطاعت الصقارة أن تبقى راسخة لليوم كواحدة من أهم الرياضات العربية الأصيلة في الإمارات والتي لها قوانينها وشروطها، وتم إدراجها عام 2011 ضمن “القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية” في منظمة “اليونسكو”، بعد جهود بذلت من الإمارات و18 دولة أخرى من بينها السعودية والمغرب وفرنسا وسورية وبلجيكا.
رياضة الشيخ زايد المفضلة عن غيرها
اهتم الشيخ برياضة الصيد بالصقور وفضلها عن غيرها من الرياضات ونقل لنا أسباب ذلك عبر كتابه “رياضة الصيد بالصقور” الذي وثّق فيه تجاربه في رحلات القنص، واستعاد فيه تجاربه الأولى التي بدأت عام 1930 حين كان في عمر 12، كان حينها يخرج في رحلات الصيد مع من هم أكبر منه سناً، خلال هذه الرحلات رأى جانب آخر من هذه الرياضة، يتجاوز حدود المتعة والراحة، هو جانب ذو بعد إنساني، أشار إليه بجوابه على سؤال أحد الصحفيين الذي ورد فيه: هل تذهبون كل عام في رحلات للقنص وهل هذه الرحلات للراحة؟ فأجابه:
“القنص لا راحة فيه، إنه يعلم الجلد والصبر، وليس فيه رفاهية ولا ترفيه، أنا أحب القنص لأنه يجمع الصغير والكبير … في رحلة القنص نمر بأراضٍ وصحارى شاسعة فيها من البشر مالم نرهم، نسمع كلامهم ببساطة، ونختلط بهم، نعيش حياتهم، ونستفيد من حياة هؤلاء الذين يعيشون في الطبيعة”.
وقد أورد الشيخ زايد الأثر الإيجابي الكبير لرحلات القنص على علاقة الحاكم بشعبه، وهو السبب الذي زاد من تفضيله ومحبته لهذه الرياضة إذ يقول في كتابه:
“شيء آخر مهم جداً أغراني في حب هذه الرياضة، ذلك أنها رياضة جماعية أكثر من كل أنواع الرياضات الأخرى.
فرحلة الصيد بالصقر تضم مجموعة من الرجال لا تزيد عن 60 شخصاً، ولا تقل عن 10 أشخاص، وتكون الرحلة طويلة أحياناً لا تقل عن أسبوع أو أكثر، وهؤلاء الرجال بينهم الملك أو الحاكم أو الأمير، ومنهم أيضاً التاجر الكبير، ومنهم الرجل العادي، ولكن الجميع بينهم حب الهواية والألفة والرغبة في التمتع بالقنص، واختلاط هذه المجموعة من الناس بعضهم ببعض واختلاطهم بولي الأمر الذي معهم، سواءً كان ملكاً أو حاكماً أو أميراً، ومجالسته معهم ومعايشته اليومية معهم، يأكلون من طعام واحد، ويشربون ويتحركون معاً في كل مكان.
هذا الاختلاط يتيح لكل فرد من أفراد المجموعة أن يتكلم بما يريد، ويعبّر عن أفكاره وخواطره دون تكلّف أو قيود، فيتاح للمسؤول أن يتعرف إلى رغبات شعبه، ويدرك مايجول في نفوسهم، ويقف على حقيقة آرائهم فيحيط بها، ويبادر إلى إصلاح شأن الناس عن دراية وفهم، وعن معرفة صادقة وعميقة بأحوال الناس”.
وعندما كان الشيخ زايد شغوفاً بالحفاظ على الطبيعة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وجد في هذه الرياضة سبيلاً لحماية البيئة وفهم الطبيعة، موضحاً ذلك في كتابه قائلاً:
“ذهبت لرحلة صيد في البراري، وكانت الطرائد قطيعاً وافر من الظباء، يملأ المكان من كل ناحية، فجعلت أطارد الظباء وأرميها.
وبعد نحو 3 ساعات قمت أعد ما رميته من الظباء فوجدتها 14، عندئذٍ فكرت في الأمر طويلاً، وأحسست أن الصيد بالبندقية إنما هو حملة على الحيوان، وسبب سريع يؤدي إلى انقراضه، فعدلت عن الأمر، واكتفيت بالصيد بالصقر”.
فعاليات تراثية ومسابقات احتفاءً بالصقارة
كانت أولى التوجهات الرسمية في مجال المحافظة على رياضة الصقارة، تنظيم المؤتمر العالمي للصقارة عام 1976 في أبوظبي، جمع المؤتمر صقاري الجزيرة العربية ونظرائهم في أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأقصى ليكون منطلقاً لحشد الصقارين أصحاب المصلحة للحفاظ على الطبيعة، كما تم لاحقاً إطلاق “برنامج زايد لإطلاق الصقور” الذي يعمل على إعادة تأهيل الجوارح من بينها الصقور عبر إطلاقها في بيئتها البرية، وكان للبرنامج دور كبير في الحد من صيد الصقور في طرف غير قانونية، كما تم عام 1999 افتتاح “مستشفى أبوظبي للصقور” الذي يتيح متحفاً للصيد بالصقور يروي للزائرين تاريخ وتقاليد الصيد بالصقور في المنطقة، ويقدم الرعاية الصحية للصقور والحيوانات، وتم تأسيس “نادي أبوظبي للصقارين” الذي يهدف لحماية وتطوير رياضة الصيد بالصقور.
إلى جانب ما سبق تنظم العديد من المسابقات في الدولة للصيد بالصقور مثل المسابقة التي تقام في “مهرجان الظفرة”،بالإضافة إلى مسابقات “كأس رئيس الدولة للصقور“، و”مسابقات مهرجان الشيخ زايد التراثي”، هذا وتشكل الصقارة جزء أساسي من فعاليات اليوم الوطني لدولة الإمارات.