يقع شارع النهمة في المنطقة 1 في أبوظبي، وهو متفرع عن شارع الدوج .
تسمية شارع النهمة
النهمة هي نوع من الطرب البحري، وأحد الطقوس التي رافقت البحارة طيلة رحلة الصيد الطويلة، والتي استعانوا بها على مشقة الإبحار، وبها عبرواً عن شوقهم لأبنائهم وزوجاتهم وجيرانهم، وكان النهام – أي المطرب البحري – يحث بغنائه البحارة على العمل، ويمنحهم حافزاَ لبذل أقصى طاقاتهم في الصيد، وفي إحدى الحكايات عن مدى الحماسة التي تسيطر على البحارة عند الاستماع إلى النهمات، يروى: خلال إحدى رحلات الغوص على اللؤلؤ، ومع طول التجديف أخذت الحماسة بالبحارة على وقع نهمة النهام، وسيطر الحماس على أحد البحارة، ليقفز عالياً ويهبط بقوة على سطح السفينة بقدمه اليمنى ويخرق الخشب السميك دون أن يشعر، من شدة الحماس، ثم عاود عمله دون أن ينتبه إلى الدماء النازفة من قدمه إلى أن نبهه البحارة المرافقين.
معنى كلمة نهمة
ينسب البعض أصل الكلمة إلى “النهم” كون النهام لا يكتفي من الإنشاد والغناء، في حين يرى بعض آخر إلى أن أصل “نهمة” هو صوت الأسد لصوته الناهم الصارخ، أو زجر الإبل، حيث يقال نهمت الإبل نهماً أي زجرتها لتجد في سيرها، ويرى ابن منظور إن للنهمة معنى قريب من الحداء وهو الغناء للإبل لتجد في سيرها، إذ تسير الإبل سيراً حثيثاً كلما كان صوت الحادي عذباً، وعليه ارتبط الحداء لحث الإبل على السير، بينما النهمة لحث البحارة على العمل.
وظيفة النهام
كان النهام يلعب دوراً أسياسياً في شحذ الهمم وبث روح التعاون بين البحارة، عبر غنائه مواويل مرتبطة بالحالة الاجتماعية للبحارة، كذلك كان يلجأ النوخذة للنهام لحل النزاعات والمشاكل بين العاملين وليقضي بينهم في قضاياهم، وعليه كان نواخذة السفينة يتنافسون فيما بينهم لاستقطاب النهامين المتميزين، ليتراوح عددهم في الأحوال الطبيعية بين 2 إلى 4 في السفن الكبيرة، وفي بعض الأحيان كان عدد النهامين يصل إلى 6 على السفينة الواحدة، ولابد من الإشارة إلى أن النهام كان يحصل على أجر كامل يزيد بجزء بسيط عن الغواصين، إلى جانب حصوله على إكرامية إضافية من قائد السفينة تسمى “شرهة”.
أغاني النهام
يقوم النهامون بغناء نوعين من الشعر؛ وهما الزهيري والمواليا، ويشير بعض الباحثين إلى أن للنهمة ثلاثة أنواع؛ وأشهرها اليامال والمأخوذة من كلمة يامال والتي تعد تعبير جماعي على مشاعر الشوق واللهفة للقاء البحارة بأسرهم، وتنقل مايشعرون به من حزن وحنين، وتتم بطريقة السرد التلقائي.
وأما النوع الثاني فهو الخطفة وهو نوع من الغناء يقوم على رفع أشرعة السفينة لتبحر باتجاه مغاير، ويرافق النهمة تصفيق عالي بالأيدي وهو مايولد الحماس في نفوس البحارة، فيحفزهم على العمل. وللخطفة فروع عدة؛ تشمل: خطفة العود، وخطفة دواري القلمي، خطفة الجيب، وخطفة الكايبه، وخطفة الشومندي، وترتبط هذه الفروع بحجم الأشرعة، فالعود هو أكبر الأشرعة أما الشومندي فوه أصغرها وثالثا أنواع النهمة هو الحدادي والذي يندرج ضمن قائمة الفنون البحرية الخفيفة، ويؤدى فن الحدوة في مواسم الغوص عند التنقل من هير لآخر.