يقع شارع مروح في منطقة البطين في أبوظبي، وهو الطريق الممتد بين شارع الغلان وشارع الثنية، وتعد “الملحقية الثقافية العمانية” من أبرز المعالم الموجودة بالقرب من الشارع إذ تبعد 450 متر، بالإضافة إلى”سفارة جمهورية الصين الشعبية” والتي تبعد مسافة 800 متر، عبر شارع الخليج العربي.
تسمية شارع مروح
يحمل الشارع اسم “جزيرة مروح” أقدم مستوطنة سكنها الإنسان في أبوظبي من قبل مايزيد عن 8000 عام، وذلك لما تلعبه الجزيرة من دور في التعريف بتاريخ أبوظبي وأسلوب حياة السكان الأوائل، وفهم الماضي عبر الآثار الموجود فيها، والتي تم استخراجها من خلال أعمال حفر وتنقيب ، علّ أهمها “لؤلؤة أبوظبي” أقدم لؤلؤة في العالم والتي عثر عليها علماء الآثار في “دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي” عام 2019، فقد أظهرت الطبقات التي تغطيها أنها تعود للعصر الحجري الحديث في الفترة الممتدة بين 5800 و5600 قبل الميلاد، وتم عرض اللؤلؤة في معرض نظمه “متحف اللوفر أبوظبي” تحت اسم “10 ألاف عام من الرفاهية“، كأقدم دليل مكتشف على صيد اللؤلؤ في العالم، وكشاهد على مدى عراقة وقدم مهنة صيد اللؤلؤ في أبوظبي، وهي المهنة التي ساعدت على اكتشاف الجزيرة على مدى القرون اللاحقة.
القطع الأثرية المكتشفة في المروح
أسفرت عمليات التنقيب والحفر التي استقرت أعلى هضبة من الحجر الجيري الصخري في الجزء الجنوبي الغربي من الجزيرة، عن العثور على المزيد من القطع الأثرية التي ترسم صورة عن الحياة في الإمارات قبل 7500 عاماً، وتحكي عن الممارسات المعمارية والفنية المتقدمة التي استخدمها السكان الأوائل في تلك الفترة، حيث وجدت كميات من عظام الدلافين وبقر البحر والسلاحف، مايعكس إدراكهم لأهمية البيئة البحرية كمورد ثري ومهم ليس للغذاء فحسب، بل التجارة عبر البحار، فقد وجدت جرة خزفية مستوردة من منطقة بلاد الرافدين وتعد أول جرة خزفية كاملة في الإمارات، وهي تعرض أيضاً في متحف اللوفر أبوظبي.
عُثر أيضاً على عدة مباني حجرية منها مبنى حجري من ثلاثة غرف تشير حالته الجيدة إلى جودة الأساليب المتبعة في إعماره، وقد استخدم السكان هذه المنازل للسكن فيها، ثم هجروها ليعاد استخدامها كغرف لدفن شخص واحد على الأقل،كذلك كشف الموقع الغني بالآثار – والذي تم العثور عليه للمرة الأولى عام 1992 خلال مسح أثري للجزيرة والمكون من بقايا انهيار هياكل صخرية لمنازل من تلك الحقبة – عن مجموعة نصال أسهم من الصوان وأزرار من محار اللؤلؤ تعرض في “قصر الحصن“، بالإضافة إلى قطع خرز مصنوع من الأصداف البحرية وأكثر من 100 قفل ثياب صنعت من محارات اللؤلؤ والتي استخدمت سابقاً للزينة، هذه الآثار ترجح أن تجارة اللؤلؤ في الجزء الجنوبي من الخليج بدأت في تلك الفترة.
موقع جزيرة مروح
تقع مروح على بعد 100 كيلومتر غرب مدينة أبوظبي، وعلى بعد مايقارب 25 كيلومتر شمال غرب ميناء المرفأ، وتمتد امتداداً منخفضاً بطول 13 كيلومتر من الشرق إلى الغرب، و5.5 كيلومتر كأقصى ارتفاع لها من الشمال إلى الجنوب، ومن الجدير بالذكر أنه تم إعلان الجزيرة كمحمية طبيعة بحرية بمرسوم أميري عام 2001 ،لتنضم عام 2007 إلى الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي التابعة لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي الخاص بـ”اليونيسكو” كأول محمية وطنية تنضم إلى الشبكة.
وتعد المنطقة بيئة بحرية للعديد من الكائنات البحرية مثل الدلافين قارورية الأنف والحدباء ، إلى جانب أنها أهم المناطق بالعالم التي تجد فيها أبقار البحر المهددة بالانقراض حيث تعتبر موطن لأكثر من 60% لأبقار البحر في مياه الإمارات، ويوجد في المحمية 3 أنواع من السلاحف البحرية إذ تعد شواطئها من الأماكن المؤهلة لتعشيش سلاحف منقار البحر، كما تحتضن المنطقة أكثر من 70 نوع من الأسماك، والشعاب المرجانية، والعديد من الطيور البحرية.