يقع شارع التير في منطقة البطين في أبوظبي، ويمتد بين شارعي البطين وخليفة المبارك، ويتقاطع مع شارع السلبار، وشارع الركبات.
تسمية شارع التير
للتعرف على معنى كلمة تير علينا التعرف أولاً على نجم الشعري اليماني رابع ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر وكوكب الزهرة، والنجم الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن بشكل صريح في الآية 49 من سورة النجم :”وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى”.
وللشعري اليماني أهمية عند العرب لعدة أسباب، أحدها اعتماد المصريون القدماء عليه في التقويم السنوي وتحديد بداية السنة المصرية القديمة مع موعد فيضان النيل، فهو يختفي في النصف الأول من شهر مايو (أيار) من كل عام لمدة تقارب 90 يوماً ليشرق بعدها على الأفق الشرقي قبل شروق الشمس في النصف الثاني من شهر يوليو (تموز) متزامناً مع موعد فيضان نهر النيل.
كما اعتمد عليه العرب في تحديد المواسم والفصول – وهنا سنصل إلى سبب تسمية الشارع – فنجم الشعري اليماني هو عبارة عن نجمين مترافقين، تم اكتشاف النجم المرافق له عام 1862، ولقبه أهل البحر باسم “التير”، في حين لقبه أهل البادية في منطقة نجد في الجزيرة العربية باسم “المرزم”، وميزوه بأنه يعلن قدوم آخر مواسم الحر إذ يليه موسم سهيل المُبشر بانخفاض درجات الحرارة، ولليوم يتصدر خبر طلوع نجم “المرزم” عناوين الصحف في منطقة الخليج معلنة دخول موسم المرزم والذي يمتد إلى 13 يوماً ترتفع فيها الحرارة وتزداد فيها معدلات الرطوبة، وفيه تكثر التمور في النخيل وفي هذا قيل عنه “إذا طلع المرزم يملأ المحزم”.
ولذا أطلق على الشارع اسم التير في حين حمل شارع آخر في البطين اسم “شارع المرزم“، كما تحمل عدة شوارع في ذات المنطقة اسم أحد النجوم التي اعتمد عليها العرب قديماً كبوصلة للاسترشاد بها إلى جهات الشمال والجنوب، أو لتحديد الفصول والمواسم فهناك “شارع السلبار“،و”شارع الجوزاء“، و”شارع سهيل“.