شارع الحمسة هو أحد شوارع أبوظبي، يمتد بين شارع الدوج، وشارع البزيمي، ويتقاطع مع شارع الصبيح، وشارع اللثام، وشارع الشريان.
تسمية شارع الحمسة
قد تثير تسمية الشارع استغراب البعض متسائلين عن سبب ربط اسم الشارع بالحمسة أي السلحفاة البحرية، وهو الاسم المحلي في الإمارات لسلاحف منقار الصقر والتي تعد السلاحف البحرية الوحيدة التي تضع بيضها في الإمارات، فما الذي تحمله تسمية الشارع في طياتها؟
أولت الإمارات اهتماماً بالغاً بقضايا البيئة، فقد كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يعتبر البيئة جزءاً مهماً من تراث الإمارات وحاضرها وماضيها، وخص في ذلك البيئة البحرية، والتي تتميز بها الإمارات لتنوعها البيولوجي فهي تحتوي على الشعاب المرجانية والحشائش البحرية وغابات أشجار القرم فضلاً عن العديد من الأنواع البحرية المهددة بالانقراض عالمياً مثل أبقار البحر وأسماك القرش والسلاحف البحرية. وعليه كان الحرص على البيئة البحرية محور اهتمام الإمارات.
وتعتبر السلاحف البحرية من الأنواع الرئيسية في النظام البيئي البحري، وقد وضعها “الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة” على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض لأسباب عديدة مثل ندرة مواقع التعشيش. وتعد هذ السلاحف مؤشراً على سلامة البيئة البحرية إذ تعتبر من الأنواع البحرية التي تعيش طويلاً، وقد تم رصد 5 سلاحف بحرية في نطاق المياه الإقليمية في دولة الإمارات من أصل 7 أنواع من السلاحف بحرية في العالم، وتم اتخاذ العديد من الإجراءات للحفاظ عليها، حيث فرضت تشريعات التي تعمل على تنظيم استغلال الثروات المائية الحية، وحماية وتنمية الثروات المائية الحية، وتنظيم الاتجار الدولي بالأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض.
فضلاً عن تأسيس المحميات لهذه السلاحف والتي يبلغ عددها 15 محمية بحرية في الدولة، منها محمية مروح البحرية التي تديرها “هيئة البيئة في أبوظبي“، وتعتبر أول محمية محيط حيوي في الإمارات، وأهم موائل تغذية سلاحف منقار الصقر، كما تم إعداد خطة وطنية للحفاظ على السلاحف عام 2016، تهدف للحد من العوامل التي تهدد السلاحف البحرية ، وحماية وصون موائل هذه السلاحف، وتعزيز التعاون الوطني والإقليمي للحفاظ عليها.
وتندرج الإجراءات التي تتخذها الإمارات ضمن الجهود الدولية المبذولة لحماية الحياة البحرية والحفاظ عليها، فسلاحف منقار الصقر التي تحظى باهتمام ورعاية الهيئات المختصة في الإمارات مصنفة بحسب “الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة” ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض بشدة، وهنا يبرز دور الإمارات بالمساهمة في حمايتها وتوفير البيئات الملائمة لها.
هذا وتطلق الإمارات مجموعة من السلاحف احتفالاً باليوم العالمي للأنواع المهددة بالانقراض الواقع في 19 مايو (أيار) من كل عام، لتسليط الضوء للمخاطر التي تتعرض لها هذه الأنواع وطرق المساهمة في إنقاذها، ومن المميز في الجهود التي تتبعها الإمارات لحماية الحمسة هو تأكيدها على أن حماية السلاحف البحرية هو أمر يعني كل فرد داخل المجتمع، فتعمل على نشر التوعية في المناسبات العامة وإشراك المجتمع في العديد من الأنشطة، مثل إطلاق مشروع تبني سلحفاة والذي وظّف مردوده المادي لدعم مشروع المحافظة على السلاحف البحرية.