يتفرع شارع الخابية عن شارع زايد الأول، ويمتد حتى شارع الموكب، ويتقاطع مع عدة شوارع وهي : شارع البسفور، وشارع الدوج، وشارع التبان، وشارع البزيمي.
تسمية شارع الخابية
تشير تسمية “الخابية” في الإمارات إلى الوعاء الفخاري المخصص لتخزين عسل التمر “الدبس”، وإذا أردنا تتبع أصل التسمية فعلينا أن نعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد تحديداً إلى “حضارة أم النار” والتي بدأت من عام 2500 قبل الميلاد وانتهت عام 2000 قبل الميلاد، حيث تم اكتشاف الفخار لأول مرة في جزيرة أم النار في أواخر الخمسينات من قبل البعثة الدنماركية ثم وجد في العين ورأس الخيمة والشارقة. لتكون هذه الآثار الفخارية الشاهد الذي يروي قصة أقدم الصناعات التقليدية في الإمارات، وواحدة من أقدم الاختراعات البشرية التي عرفها الإنسان.
تاريخ الصناعات الفخارية في الإمارات
امتهن سكان الإمارات في السنوات السابقة لقيام الاتحاد صناعة الفخار، ففي كل زاوية من المنازل الحجرية التي سكنها أهل الإمارات تربعت أحد الأواني الفخارية، نظراً لعملية استخدام المصنوعات الفخارية من جهة وتوفر المواد البسيطة التي تدخل في صناعتها من جهة أخرى، فعلى سبيل المثال في المناخ الحار كانت الحاجة لإيجاد وسيلة للاحتفاظ ببرودة المياه فصُنع “الحِب” وهو إناء فخاري استخدم لتبريد مياه الشرب في هذا المناخ.
كذلك أيضاً وجِد “الخرس” وهو إناء كبير لتخزين التمور والماء والشعير والقمح، و”اليحلة” أو “الجحلة” التي استخدمت لنقل الماء من الينابيع، و”الوعية” وهو الوعاء المخصص لسكب بعض أنواع الطعام والخبز، و”المعجن” المستخدم لصنع العجين، و”المصب” لعمل القهوة، و”البرمة” وهي القارورة المستخدمة لحفظ الحليب الطازج، و”وعاء الجِر” الذي استخدم لتخزين السمك المجفف والتمر.
كل ماتم ذكره سابقاً شكل جزءاً لا يتجزأ من التراث الإماراتي، فصناعة الفخار استطاعت الصمود لآلاف السنين، وكانت ضرورة اقتصادية واجتماعية في المجتمع الإماراتي التقليدي، وعليه نجد اليوم العديد من الفعاليات المخصصة لإحياء هذا التراث، مثل : “المهرجان الوطني للصناعات والحرف التقليدية” والذي يقام سنوياً للتعريف بالصناعات التقليدية، كذلك يولي “نادي تراث الإمارات” الصناعات الفخارية عناية خاصة، لتأخذ هذه الحرفة طابعاً سياحياً تسويقياً.