هو أحد شوارع منطقة الحصن في أبوظبي، يمتد بين شارع خالد بن الوليد وشارع البكور.
تسمية شارع الخصيفي
يحمل الشارع اسم أحد أنواع الطيور المهاجرة غير المعششة التي تنتمي إلى فصيلة البلشونيات، وتطير من أغسطس (آب) إلى أبريل (نيسان) من كل عام، ملتجأةً إلى الأخوار والسبخات وأماكن المياه الضحلة، حيث تتواجد الديدان البحرية والأسماك.
ويعتبر الخصيفي واحد من أكثر من 388 نوع من الطيور المهاجرة التي تتخذ من المحميات الطبيعية والجزر في الإمارات ملاذاً لها، حيث تجد فيها مكاناً آمناً يتوفر فيه الغذاء والبيئة المناسبة للعيش والتكاثر. مايثير التساؤل كيف خلقت هذه المحميات؟ وكيف استطاعت الإمارات التغلب على مناخها الصحراوي لخلق بيئة يلجأ إليها مايقارب 2 مليون طائر يتراوحون بين طيور مهاجرة كبيرة وطيور شاطئية صغيرة؟
بيئة آمنة للطيور المهاجرة
تعد الإمارات من المسارات الهامة لهجرة الطيور، إذ تقع ضمن مسارات الهجرة الأفريقية و الأورو آسيوية لحوالي 92 نوع. وعليه بذلت جهود حيثية لتطويع الأراضي وإيجاد محميات للأنواع المهددة بالانقراض والطيور المهاجرة، فنجد على بعد 40 كيلومتر من المدينة أبوظبي “محمية الوثبة للأراضي الرطبة” التي تحولت من أرض عبارة عن مسطحات ملحية إلى أرض غنية بالبحيرات الطبيعة والاصطناعية، تحتضن مجموعة متنوعة من الحيوانات المائية وأكثر من 250 نوع من الطيور منها طائر الفلامنجو الكبير الذي يعتبر رمزاً للتعايش والحب، ويصل عدد طيور الفلامنجو في هذه المحمية إلى 4000 طائر، في مساحة لا تزيد عن 5 كيلومتر مربع، تأخذ الزائر إلى عالم من السكينة والأمان حيث لا مكان فيه إلا للحياة البرية الطبيعية.
والجدير بالذكر أن محمية الوثبة تعد أول محمية طبيعة في أبوظبي، ونظراً لأهمية الدور الذي تلعبه في حماية الطيور تم تسجيلها ضمن القائمة الدولية للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية التابعة لاتفاقية “رامسار” عام 2013، وأدرجها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة والموارد الطبيعية “IUCN” ضمن قائمته الخضراء للمناطق المحمية ومناطق المحافظة على البيئة في العالم، وذلك عام 2018.
” محمية الوثبة للأراضي الرطبة” ليست إلى واحدة من 15 محمية في الإمارات، تحط فيها الطيور المهاجرة بداية من سبتمبر (أيلول) في كل عام وحتى مايو (أيار) وبعض هذه الطيور يبقى في المحميات دون أن يرحل، وذلك نتيجة دراسات تقوم بها “هيئة البيئة في أبوظبي”، والتي تعمل على تتبع ومراقبة الطيور المهاجرة عبر الأقمار الصناعية لتوثيق أعداد الطيور وأنماط هجرتها ورصد حالة المواقع الرئيسية لها، وتوظيف نتائج الدراسات لتحسين الخطط الإدارية وفقاً لاحتياجات الطيور، ورصد المواقع الهامة التي تحتاج إلى حماية.
ومن الطيور المهاجرة التي تتواجد في محميات الدولة، الغاق السوقطري، والنورس الأسخم، والقنبرة السوداء، والعصفور أصفر العنق، والطيور الخواضة، والطيور الجارحة، واللقليات، وأنواع متعددة من البط كالشرشير والخضاري. هذا وتشارك الإمارات في العاشر من مايو (أيار) من كل عام بالاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة، لنشر الوعي بأهمية التنوع البيئي، وللتأكيد على ضرورة المحافظة على الطيور كونها جزء من النظام البيئي.