يعتبر شارع الخليج العربي من الشوارع الحيوية في مدينة أبوظبي، فهو يتقاطع مع عدد من الشوارع الرئيسية في المدينة أهمها: شارع دلما، وشارع شخبوط بن سلطان، وشارع جرنين، وشارع محمد بن خليفة، وشارع هزاع بن زايد الأول، وشارع الفلاح، وشارع زايد الأول، وصولاً إلى شارع الكورنيش.
ونظراً لأهمية الشارع فقد أقيمت عليه عدة مشاريع وذلك لتعزيز جمالية المدينة، حيث أنهت بلدية أبوظبي مؤخراً أعمال تطوير وتجميل ممشى المشرف على الشارع بطول 2.3 كيلو متر، وإنهاء مسارين لممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية محاطين بـ700 شجرة غاف وزهرة موسمية، كما تم العمل في أبريل (نيسان) عام 2017 على تطوير الشارع وتنفيذ أعمال الصيانة والترميم للمنطقة الممتدة من الطريق الفرعي الواقع بين مستشفى زايد العسكري ومركز أبوظبي الوطني للمعارض إلى نهاية الطريق المحاذي للمستشفى والموازي للشارع، فضلاً عن مشروع توسعة الشارع والذي تم إنجازه عام 2006.
تسمية شارع الخليج العربي
ترتبط تسمية الشارع بالسعي المتواصل لتعزيز وتوثيق العلاقات الخليجية، وتحقيق التكامل والترابط بين دول الخليج، فيذكر أن العاصمة أبوظبي كانت مقراً لانعقاد القمة الخليجية الأولى لمجلس التعاون الخليجي والتي وقعت فيها وثيقة تأسيس المجلس وذلك في 25 مايو (أيار) عام 1981، انطلاقاً من التكوينات المشتركة لدول الخليج والتي تشمل العادات والتقاليد والاقتصاد والتقارب الأسري الذي يجمع شعوب المنطقة تحت جناح واحد.
هذا وتعود نواة الوحدة إلى سبعينات القرن العشرين عقب سنوات ليست بكثيرة عن قيام اتحاد الإمارات والذي شكل حافزاً لبلورة فكرة قيام وحدة بين دول الخليج، ففي عام 1976 اجتمع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت الراحل لتدشين فكرة الاتحاد، وتوالت بعدها الخطوات فتم اقتراح الاستراتيجية الخليجية المشتركة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1980 في مؤتمر القمة العربية الحادي عشر والذي أقيم في العاصمة الأردنية عمّان، واتُفق على التدشين في يناير (كانون الثاني) 1981 في لقاء خليجي خلال مؤتمر القمة الإسلامي في السعودية، لتوقع وثيقة التأسيس في 25 مايو (أيار) 1981 في العاصمة الإماراتية، وقد علق الشيخ زايد بن سلطان على الوحدة حينها قائلاً:
“نحن مشهور عنا أننا وحدويون لأن إيماني بهذا المفهوم عميق الجذور، إننا نرى في الوحدة التي يجب أن تقوم بين دول شعوب المنطقة، أن تكون وحدة بين شعوب المنطقة، لا بين حكامها، لأن الشعوب أخلد وأبقى، إننا نؤمن إيماناً مطلقاً بأهمية الوحدة بين دول المنطقة كأساس للوحدة العربية الشاملة.”
مؤكداً على أهمية التعاون الخليجي بقوله:
“مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو الدعامة الأساسية لتأمين القوة الذاتية لدول المنطقة بما يمكنها من القيام بدورها في خدمة الأمة العربية والإسلامية، والإسهام في صون أمن وسلام العالم أجمع”.