Site icon شوارع أبوظبي

شارع الغامزي

يقع شارع الغامزي في منطقة المشرف بين شارع الطرفا وشارع الصدق الذي يصله بشارع سلامة بنت بطي.

تسمية شارع الغامزي

جاءت تسمية الشارع لتؤرخ تاريخ إحدى الصناعات البحرية التراثية الهامة في الإمارات وهي صناعة السفن، فالغامزي هو اسمٌ لنوعِ من السفن يندرج ضمن أنواع سفن “السنبوك” والتي اشتهرت في صناعتها إمارة أم القيوين، وحظيت سفن السنبوك بشهرة في الدولة قديماً، حيث كانت مخصصة للغوص على اللؤلؤ، ولها قدرة على استيعاب حمول تتراوح بين 25 و60 طناً.

بدايات صناعة السفن “القلافة”

صناعة السفن أو “القلافة” كما تعرف في الإمارات هي إحدى المهن التراثية الناتجة التي نسجت خيوطها العلاقة الطويلة بين أهالي الدولة والبحر، وامتهنتها الكثير من الأسر الإماراتية بالرغم من صعوبتها، وقد تمركزت في المناطق القريبة من البحر، حيث يمكن نقل السفن من البر إلى البحر بيسر وسهولة، وللحفاظ على طراوة الخشب وحمايته من التلف، وكما سائر الصناعات بدأت صناعة هذه السفن بشكل متواضع وركزت على تصنيع السفن صغيرة الحجم والتي تستعمل في المقام الأول للغوص بحثاً عن اللؤلؤ والصيد، أو لتصنيع السفن والقوارب الصغيرة التي استخدمت للتنقل بين السفن الكبيرة والأخوار، ثم أخذت هذه المهنةبالتطور مع ازدياد الحاجة لسفن كبيرة قادرة على مواجهة صعوبات السفر عبر البحار، وقطع مسافات طويلة، بما تحمله من بضائع وسلع تنقلها من وإلى موانئ الهند والصين وشرق أفريقيا.

مرحلة نمو صناعة القلافة في الإمارات الممتدة بين الأعوام 1981 و1907م وثقتها إحصائيات بريطانية، والتي أشارت إلى أعداد السفن وبحارتها حيث بلغ عدد السفن عام 1831 إلى 760 سفينة بعد أن كانت 534 سفينة عام 1826م، فيما وصل عدد هذه السفن عام 1890م بحسب التقديرات إلى 1840 سفنية بوظائف وأحجام متعددة وظفت لتلبية الحاجات المتنوعة للسكان. هذه الإحصائيات أوردها الكاتب والباحث محمد علي الراشد في كتابه “صناعة السفن الخشبية في دولة الإمارات“.

بالرغم من اندثار هذه الصناعة اليوم، إلا أنها شكلت بكل ما مرت به من مراحل نمو وازدهار جزءاً مميزاً من تراث الدولة، وخطت تاريخاً وجب تخليده ونقله للاحق من الأجيال، بكافة الطرق الممكنة كالمتاحف التي تسلط الضوء على مراحل صناعة السفن وأنواعها وغيرها من المهن البحرية، مثل “متحف الشارقة البحري” أو عبر الشوارع التي حملت على عاتقها أن تروي أسمائها تفاصيل حكاية البحر والأجداد مثل “شارع الغيص”، و”شارع الديين”، و”شارع الفنطاس”، و”شارع النيوه” وغيرها الكثير.

أنواع السفن ومهامها

الحاجات المتعددة لأهالي الساحل أدت إلى نمو مهنة القلافة، فالحاجة إلى سفن صغيرة لخوض رحلات الصيد والغوص على اللؤلؤ أدت إلى التوجه إلى تصنيع أنواع متعددة من السفن المتخصصة الصغيرة والمتوسطة منها:

وقد دفعت الحاجة للسفر وقطع مسافات طويلة ومواجهة قوة الأمواج والرياح للتوجه لصناعة سفن أكبر حجماً وأكثر متانةً، وقد لعبت هذه السفن دوراً تجارياً مهماً، فقد كانت السفن المحملة باللؤلؤ تتجه إلى ميناء مومباي لبيع حمولتها كونها أكثر أسواق اللؤلؤ شهرة حينها والتي عرفت باسم “موتي بازار”، بالمقابل كان التجار الإماراتيون يشترون التوابل والحبوب والعاج بالإضافة إلى الحبوب، كما قصدت هذه السفن ميناء “مانغلور” في الهند، حيث تحمَّل بالأخشاب الاستوائية والقهوة، وقوالب الطوب الأحمر الهندي لنقله والإتجار به في أسواق أفريقيا. وعليه كان لابد من استخدام أخشاب ذات قدرة عالية على مقاومة تأثير المياه في صناعة هذه السفن، وكذلك لها قدرة على عدم التأثر بالحشرات والديدان، أشهرها:

Exit mobile version