يقع شارع المرقاب في منطقة الخالدية في أبوظبي، ممتداً من شارع زايد الأول، وهو يتقاطع مع شارع المريجب وشارع صفراني. يتميز الشارع بموقع نشط كونه قريب من العديد من مراكز الترفيه مثل كورنيش أبوظبي ، و”حديقة الحصن” والتي يمكن الوصول إليها عبر شارع الكورنيش بمسافة تقدر حوالي 1.5 كيلومتر، و”الخالدية مول” الذي استطاع أن يخلق طابعاً مميزاً عبر تصميمه العمراني الإسلامي، وهو مكون من ثلاث طوابق، ويضم مايقارب 160 متجر منها ما يعود لعلامات تجارية بريطانية معروفة، فضلاً عن ردهة للطعام ومقاهي ودور السينما، وصالح بولينغ.
تسمية شارع مرقاب
المرقاب أو كما يلفظ “مركاب” هو برجٌ يبنى لأغراض حربية، ويطلق عليه اسم مرقاب كونه مكان للمراقبة.
ويعد أقدم أبراج المراقبة والمعالم الأثرية في أبوظبي “برج المقطع”، وهو البرج الشاهد على التاريخ الأول للجزيرة، يعود تاريخ بنائه لأواخر القرن الـ18 متزامناً في فترة بنائه مع قصر الحصن ، أقيم حينها فوق جسر ضحل منخفض المد يربط جزيرة أبوظبي بالبر الرئيسي، وكانت الغاية منه رصد ومراقبة أي تحركات معادية.
اكتسب البرج أهميته من موقعه في منطقة المقطع، فقد كان جسر المقطع حاجز مائي لا يمكن مروره إلا في حالة الجزر، ويصعب مروره في حالة المد، وعليه تم اختيار أبوظبي كعاصمة في بدايات القرن الـ19 بعد أن كانت في ليوا، وبناء برج للمراقبة في المنطقة ليكون قطعة دفاعية تحول دون وصول الأعداء للعاصمة أبوظبي، وقد كان برج المقطع حينها المبنى الوحيد في المنطقة، يحيط به البحر من كل جانب، وعليه بقي لغاية الخمسينيات علامة يستدل بها المسافرين على وصولهم لجزيرة أبوظبي، ومكاناً يقصدونه للاستراحة قبل عبور المسطحات المالحة في جزيرة أبوظبي على الطريق الممتدة إلى المدينة.
كما شكلت المنطقة نقطة للعبور من وإلى أبوظبي، فخلال رحلات سكان أبوظبي صيفاً والتي كانوا يلجأون بها إلى العين وليوا ليحتموا من حر الصيف كان عليهم المرور من المقطع، وكان على الإبل المحملة بالمؤن والتي تحمل النساء والأطفال أن تعبر هذا البحر والتي كانت مياهه تصل إلى صدورهم، ومنه جائت التسمية “المقطع”.
مع ظهور النفط في بداية الخمسينات وانتشار عمليات التنقيب، ظهرت حاجة ملحة لإيجاد وسيلة أقل صعوبة لنقل المعدات والسيارات المتجهة للتنقيب، فتم إنشاء جسر من التراب والحصى الصلب تحت إشراف “شركة أبوظبي للنفط المحدود”، وتم إنشاء جسر جديد بدلاً من السابق عام 1964، وفي عام 1968 بني جسر المقطع ليربط بين جزيرة أبوظبي والمناطق الداخلية من الإمارة، ومع إنشاءه تحول برج المقطع لبناء مهجور وأصبح معلماً تاريخياً شاهداً على أول مراحل تاريخ أبوظبي.