شارع المركب

يقع شارع المركب في منطقة المشرف في أبوظبي، وهو يمتد من شارع سلامة بنت بطي وشارع المسك، وصولاً لشارع الظفرة، ويتقاطع مع شارعي الفروسية والمدرسة.

يكتسب الشارع أهميته باتصاله بشارع سلامة بنت بطي الذي يصله بدوره بشارع الخليج العربي عصب الشوارع في المدينة، وهو يقع على مقربة من “صندوق الزكاة” الهيئة المسؤولة عن زيادة الوعي بأهمية الزكاة في الدولة، و”اتحاد الإمارات للمصارعة والجودو” الذي تأسس عام 1999 لتطوير المجتمع الرياضي المحلي، ويعمل الاتحاد على تدريب الشباب الإماراتي في رياضات الجودو، والمصارعة، والكيك بوكسينج، وتمثيلهم عربياً ودولياً، ويتبع له عدة أندية في الدولة.

تسمية شارع المركب

لا يمكن الحديث عن التاريخ الإماراتي دون أن يستحوذ حب البحر على الجزء الأكبر من هذا التاريخ، علاقة طويلة أخذت تزداد عمقاً وأصالةً مع الوقت بين سكان الدولة وخليج الإمارات، وباتت اليوم جزءاً من الذاكرة، وكي لا يتم نسيانها تم استغلال كل الفرص الممكنة لتخليدها كمسميات الشوارع التي عملت على ترسيخ حب البحر وإحياء الماضي، وشارع المركب أحد هذه الشوارع فهو يشير باسمه إلى السفينة كدلالة على حب البحر والتعلق به.

حياة ولدت من أعماق البحر

قبل اكتشاف النفط توجه الاعتماد الأساسي لأهل الإمارات على ما يخبئ البحر في جعبته من كنوز، فنظموا رحلات طويلة لها طقوسها لشق عباب البحر والغوص في أعماقه بحثاً عن اللؤلؤ. كانت رحلات طويلة وشاقة لكنها حظيت بلذة خاصة لديهم، فالحنوا أهازيج وأغاني خاصة اشتهروا بها كالنهمة لتكسر سئم الغاصة، وتروّح عنهم، حملت هذه الأهازيج في كلماتها أشواقهم لأهلهم، وعبرت عن فرحهم بالعودة لأحبائهم، الذين كانوا ينتظرون القفال لاستقبال الغاصة من أهاليهم، مهيئين لهم أجواء استقبال تحمل مشاعر الفرح بعودتهم، هذه الطقوس يستحضرها لنا شارع القفال بتسميته.

كما نسجت العديد من الخراريف والحكايات من صميم معايشة البحر، حجزت هذه الحكايا مكانة مميزة في الذاكرة الشعبية الإماراتية، مثل خروفة “سلامة وبناتها”، و”خطّاف رفّاي”، و”بابا درياه”.

للصيد الحصة الأكبر من الموروث الشعبي الإماراتي

استحوذ الصيد على الجزء الأكبر من الحياة اليومية لأهل الدولة، فمن خلاله امنوا غذائهم وعليه اعتمدوا في تجارتهم، ومانعرفه اليوم من أسماء لأسماك مشهورة في الدولة، هي مسميات أطلقها عليها الأجداد فحمَّلوا كل اسم صفة ومعنى، منها “الجدّ”، و”الشَّعري”، و”القين”، وهنا أيضاً لعبت الشوارع دواراً في إبراز أهمية هذا الجانب فنجد العديد من الشوارع تحمل هذه الأسماء مثل شارع كنعد، وشارع صنيفي.

صناعات ولدت من رحم البحر

قديماً خلق البحر مساحة كبيرة للعمل فمن لم يتخذ من الصيد أو البحث عن اللؤلؤ مهنة له، اتخذ من صناعة أدوات الصيد واستخراج اللؤلؤ مهنة له كصناعة الهيالي، والديين، والدوباية، ومنهم من اتجه لصناعة السفن “القلافة” والتي كانت صناعة متخصصة حينها فلكل غرض سفينة مصنوعة خصيصاً له فمنها ماهو مخصص لأغراض تجارية وقطع مسافات طويلة، ومنها ماهو مخصص لرحلات الغوص الكبيرة، وهناك ماهو معد لرحلات الصيد والغوص القصيرة، وقد عملت شوارع أبوظبي على تسليط الضوء على هذه الصناعة عبر أسمائها فنجد شارع الغامزي، وشارع وانس، وشارع فنطاس.

ماذكر سابقاً يختزل جزءاً بسيطاً من العلاقة الوطيدة بين أهل الإمارات والبحر، هذه العلاقة يمكن أن نلتمس تفاصليها في كل زيارة للمهرجانات والمتاحف الوطنية، وحتى في مسميات الشوارع.

أضف تعليق