يقع شارع بعلبك في منطقة الروضة، بين شارع مزاحم وشارع سيف غباش، وهو قريب من العديد من الهيئات والمؤسسات الحكومية في أبوظبي، مثل “صندوق تقاعد أبوظبي”، و”الأمانة العامة للمجلس التنفيذي”، و”الهيئة العامة للطيران المدني”، و”الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية”.
تسمية شارع بعلبك
بعلبك هي مدينة لبنانية تقع على السفح الغربي من جبال لبنان الشرقية، وتعد إحدى أهم المدن التاريخية في العالم، منحها موقعها أهميةً بالغةً في العصور القديمة، إذ كانت تقع على مفترق عدد من طرق القوافل التي كانت تصل الساحل المتوسطي ببر الشام، بلوغاً إلى مملكة تدمر، وشمالي سوريا بشمالي فلسطين. وبفضل جغرافيتها أيضاً كانت محمية من الغزاة إذ تحميها سلسلة جبال لبنان الغربية من جهة البحر من غزاة البحر، وجبال لبنان الشرقية من غزاة الصحراء، وبناءً عليه شكلت بعلبك محطةً تجاريةً مهمةً ومحجاً دينياً مرموقاً.
أروع ماترك الإنسان القديم على وجه الغبراء
تعاقبت على بعلبك حضارات عدة كالإغريقية ثم الرومانية، وتشير الدراسات التاريخية التي أجريت على الآثار الموجودة في المدينة كالنقوش والعملات ومن خلال الأحافير أن عمر بعلبك أقدم من العهد الروماني ويعود إلى مايزيد عن 10 آلاف عام، إذ وجدت بقايا تعود للفترة الكنعانية، وما زادها تميزاً هو ماشيّد على أرضها من معابد وهياكل ضخمة استرعت اهتمام علماء الآثار والباحثين التاريخيين، فقد تركتهم في حيرةٍ حيال كيفية بنائها ، خاصةً مع تعدد الأساطير التي حاولت تفسير آلية نقل الأحجار الضخمة لهذه الهياكل من سيناء إلى البقاع، فمنها ما يقول: إن بناة بعلبك جماعة هبطت من الفضاء، وبنوا الهياكل، وعلموا الإنسان كيفية البناء. توجه رأي آخر إلى أن بعلبك بنيت قبل الطوفان، وأن الجلاميد الصخرية التي بنيت منها كانت تنقل من نوع من الديناصورات يسمى “البهمود” وهو أكبر من الفيل بـ 10 مرات، ولكنه نفق بعد الطوفان لأنو نوحاً عليه السلام لم يستطع حمله على السفينة.
مسميات بعلبك تشير أيضاً إلى مدى قدم المدينة إذ ورد اسمها في التوراة “بعلبق”، أما اسمها المعروف بمدينة الشمس أو “مدينة هيليوبولس” مُنح لها في العهد الهلنستي، حين كانت العبادة للثالوث الإلهي وجذب معبد جوبيتر إله الشمس حشود الحجاج، وسميت أيضاً بـ “هيليوبولس جوليا دومنا كولني” حين أهداها الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر لابنته جوليا دومنا.
آثار تروي قوة الإمبراطوريات القديمة
حظيت بعلبك بشهرة واسعة في أوروبا في الفترة الممتدة بين القرن السابع عشر والتاسع عشر حيث ظهرت بعلبك في العديد من اللوحات حينها، ويمكن التركيز على ثلاثة صروح رئيسية استحوذت ولا زالت على اهتمام السياح وعلماء الآثار، إذ تنقل هندستها صورةً واضحةً عن مدى قوة الإمبراطوريات المتعاقبة على بعلبك وهي:
- معبد جوبيتر “المعبد الكبير”
يعد من أهم آثار الهندسة الرومانية في أوج ذروتها، استغرق بناؤه 3 قرون، وتعاقبت عليه عدة أباطرة، بقي من المعبد 6 أعمدة يبلغ ارتفاعها 22 متراً، وقد تألف من رواق مقدم له بنية أشبه بالبوابة على طرفيها برجان بينهما رواق يرتكز على صف من 12 عامود غرانيت، يفضي الرواق لبهو سداسي الشكل له تأثيرات شرقية وهو فناء مكشوف للشمس تحيط به 6 أروقة ترتكز على 30 عاموداً من الغرانيت، فالبهو الكبير والذي بلغت مساحته 134 متراً وعرضة 112، ثم يأتي الهيكل.
- هيكل باخوس
يقع الهيكل بجوار الهيكل الكبير، يصعد إلى بدرج يتألف من 33 درجة، وينفرد عن بقية الهياكل الرومانية بزخرفته، وكان مخصصاً للطقوس المسارية.
- هيكل الزهرة “الهيكل المستدير”.
يقع الهيكل عند الجنوب الشرقي من القلعة، بني في القرن الثالث، وكرّس لتكريم الآلهة التي تمثل مدينة بعلبك، تحول هذا المعبد الصفير في العصر البيزنطي إلى كنيسة على اسم القديسة بربارة التي تعتبر شفيعة المدينة، وما يزال أهالي بعلبك يطلقون تسمية “بربارة” على الهيكل.