يقع شارع زيد بن الأرقم في منطقة المنهل في أبوظبي، وهو الطريق الممتد بين شارعي طنجة ومبارك بن محمد، ويتقاطع مع شارعي الفدان والسلوف.
تسمية شارع زيد بن الأرقم
تحمل العديد من شوارع أبوظبي أسماء شخصيات خلدها الإسلام، ممن كان لهم دورٌ بارزٌ بنشر الدين الإسلامي ومنهم الصحابي زيد بن أرقم الأنصاري، والذي كان من السباقين للإسلام، غزا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم 17 غزوة، كان أولها غزوة بني المصطلق “المريسع”، وقد تقدم قبل ذلك للقتال يومي أُحد وبدر لكن رده النبي لصغر سنه. ومن الغزوات التي شارك بها أيضاً غزوة مؤتة على مشارف الروم، وقد شارك بعد ذلك في العديد من معارك الفتح كان آخرها موقعة صفين وهي الأخيرة إذ نزل الكوفة عقبها، واتخذ في كندة داراً له حتى وفاته عام 68 هجري.
عُرف عن زيد بن الأرقم تصديق الله له مرتين، في سورتي الحجرات والمنافقون، إذ نُقل عنه قوله: جاء أناس من العرب إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل فإن يكن نبياً فنحن أسعد الناس به، وإن يكن ملكاً نعش في جناحه قال: فأتيت النبي فأخبرته بذلك، ثم جاءوا إلى حجر النبي فجعلوا ينادونه: يا محمد، فأنزل الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، قال زيد: فأخذ النبي بأذني فمدها فجعل يقول: قد صدّق الله قولك يا زيد، قد صدّق الله قولك يا زيد.
وقال زيد: كنت في غزاة فسمعت عبدالله بن أبيّ بن سلول يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فدعاني، فحدثته فأرسل رسول الله إلى عبدالله بن أبيّ وأصحابه، فحلفوا ما قالوا فكذبني رسول الله وصدقه، فأصابني هم لم يصبني مثله قط، فجلست في البيت فقال لي عمي: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ومقتك؟ فأنزل الله تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ * وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) فبعث إلي النبي، فقال: إن الله قد صدقك يا زيد.