يتفرع شارع عاصم بن ثابت من شارع الفردان ويتقاطع مع شارع المتألق.
تسمية شارع عاصم بن ثابت
استمدت تسمية الشارع من الصحابي عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح لما روي عن شجاعته ووفائه للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فكان من السابقين للإسلام، وعُرف عنه مهارته في الرماية، وضرب به النبي محمد المثل في القتال، فحين سأل النبي لمن معه ليلة العقبة أو ليلة بدر: كيف تقاتلون؟ فقام عاصم فأخذ القوس والنبل وقال إذا كان القوم قريباً من مئتي ذراع كان الرمي وإذا دنوا حتى تنالهم الرماح كانت المداعسة حتى تقصف وإذا تقصفت وضعناها وأخذنا بالسيوف وكانت المجالدة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا كانت الحرب من قاتل فليقاتل كما يقاتل عاصم.
شهد عاصم بن ثابت مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم غزوة أُحد وثبت مع الرسول محمد حينها وبايعه على الموت، كذلك قاتل في غزوة بدر وقتل عدداً من صناديد قريش، وهم عقبة بن أبي معيط ومسافح الحارث ابني أبي طلحة وكانا يحملان لواء بني عبد الدار بن قصي، فلما سألت أمهما سلافة بنت سعد أحد أولادها وهو ينازع في حجرها من أصابك يا بني أجاب: (سمعت رجلاً يقول خذها وأنا ابن أبي الأقلح وهو عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح). فجعلت لمن يأتيها برأس عاصم مئة ناقة ونذرت لئن قدرت على رأسه لتشربن به الخمر.
وفدت قبيلتي عضل والقارة على النبي محمد يطلبون منه أن يرسل معهم من يعلمهم الإسلام فأرسل إليهم عدداً من الصحابة من بينهم عاصم بن ثابت فقد كان بن ثابت من أفقه الصحابة بكتاب الله، إلا أن القبيلتين لم يريدان تعلم الإسلام إنما أرادوا أن يوقعوا الصحابة بكمين لبني حيان فلما بلغ الصحابة ماء بين عسفان ومكة ويقال له الرجيع كمن لهم بني حيان وحاصروهم، فصعد الصحابة لمكان مرتفع، إلا أن عاصم بن ثابت رفض أن ينزل في جوار المشركين فقاتلهم ومن معه، وحين سقط شهيداً قالوا هذا الذي أقسمت سلافة بنت سعد لتشربن في قحف رأسه الخمر، وحين أرادوا أن يجتزوا رأسه ليحصلوا على الجائزة منعه الله منهم وأرسل عليه مثل الظلة من الدبر فحالت بينه وبينهم، فقالوا دعوه حتى يمسي، فأمطرت السماء مطراً غزيراً حمله فلم يستطيعوا الوصول إليه، وسمي لهذا السبب “حمي الدبر”