يعتبر شارع محمد خلف المزروعي شارع رئيسي في مدينة زايد بالمنطقة الغربية، فهو يمتد من وسط المدينة إلى مدينة بينونة، ويتصل بالطريق الأساسي الذي يربط بين العاصمة أبوظبي ومدينة ليوا، والذي يؤدي إلى مدينة غياثي. وتتوزع على جانبي الشارع العديد من الدوائر الحكومي.
تسمية شارع محمد خلف المزروعي
في مدينة زايد في المنطقة الغربية ولد محمد خلف المزروعي، أحد الشخصيات البارزة في المجتمع الإماراتي ممن ساهموا في تعزيز التراث والثقافة الإماراتية لتتوارثها الأجيال. وتكريماً لجهوده أطلقت دائرة الشؤون البلدية والقروية في المنطقة الغربية اسمه على أحد الشوارع الرئيسية في مدينة زايد مسقط رأسه، وذلك في يوليو (تموز) 2015 ضمن نظام العنونة والأسماء الجغرافية والإرشاد المكاني الموحد لإمارة أبوظبي “عنواني”.
تاريخ حافل بالإنجازات
استطاع المزروعي أن يكتب مسيرة مهنية ملفتة ومليئة بالإنجازات، وترك بصمة في التراث الإماراتية استحقت التكريم. بدأت رحلته عقب حصوله على البكالوريوس في الإدارة الحكومية من “الجامعة الإماراتية”، والماجستير في الإدارة العامة من “جامعة ولاية بورتلاند” في الولايات المتحدة الأميركية، حيث عمل على توجيه خبراته الأكاديمية وجهوده لما فيه تعزيز للتراث والثقافة الإماراتية. ومكنه توليه منصب مدير عام “هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” من ترجمة أفكاره إلى وقائع، ففي فترة عمله أطلقت الهيئة برنامجين من أهم البرامج الثقافية على مستوى الوطن العربي، وهما “شاعر المليون” وهي مسابقة مخصصة للشعر النبطي حظيت بتغطية عالمية وعربية عند صدورها عام 2007 ومازالت تبث حتى يومنا الحالي، و”برنامج أمير الشعراء” للشعر الفصيح والذي تحول لحدث ثقافي سنوي.
وكانت من حصيلة تواجده في الهيئة أيضاً إطلاق “مهرجان أبوظبي السينمائي”، و”أكاديمية نيويورك للأفلام” في أبوظبي، و”مهرجان أنغام من الشرق”، و”جائزة الشيخ زايد للكتاب”، ومشروع أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية، و”مهرجان ليوا للرطب”، و”مهرجان مزاينة الظفرة”، و”مشروع كلمة” وهو مبادرة يدعم ترجمة المؤلفات العالمية إلى اللغة العربية، كذلك تم تأسيس “أكاديمية بيت العود العربي”، وإصدار “مجلة شواطئ” باللغتين العربية والإنجليزية، كما أحرز تنظيم معرض أبوظبي للكتاب نقلة نوعية مهمة.
ساهم أيضاً في تسجيل مدينة العين كأول موقع إماراتي في قائمة التراث المادي لـ”اليونيسكو” عام 2011، وعمل قبلها على تسجيل الصقارة ضمن القائمة التمثيلية للتراث المعنوي لـ”اليونيسكو” عام 2010.
ترأس المزروعي مجلس إدارة “شركة أبوظبي للإعلام” خلال عامي 2007 و2010 ترك خلالهما بصمة ملموسة، فشكلت البرامج والأعمال التي صدرت أثناء عمله في الشركة جزءاً لا يتجزأ من الإعلام الإماراتي والعربي، حيث عمل على تفعيل الدور الثقافي للإعلام، وتم في سنوات عمله إطلاق نشرة “علوم الدار”، وصحيفة “ذا ناشيونال” لتكون أول صحيفة تصدر باللغة الإنجليزية في أبوظبي، وبدأت “قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي” بثها، لتصبح أهم قناة في الشرق الأوسط متخصصة بتوثيق الحياة البرية وتعرض الأفلام الوثائقية والبرامج عن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والثقافة والسفر. كما افتتحت “شركة ايمج نيشن” لتمويل وصناعة الأفلام أبوابها في العاصمة أبوظبي.
لم تنحصر أنشطة المزروعي على المجال الثقافي بل كان له وجوده أيضاً في مجال الاستثمار والتنمية الاجتماعية، فكان نائباً لرئيس مجلس إدارة “شركة صروح العقارية”، ورئيساً لـ”شركة بناء”، كما شغل عضوية مجلس أمناء “مؤسسة التنمية الأسرية”، ولجنتي التنمية الاجتماعية والتنسيق الإداري في “المجلس التنفيذي في أبوظبي”.تولى محمد خلف المزروعي منصب مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي خاتماً به مسيرة مهنية غنية ساهمت في إبراز الموروث الثقافي والأدبي الإماراتي، حيث وافته المنية في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014.