يقع شارع نقا المليحة شرق شارع الحباري، ويتقاطع من الجنوب مع شارع الفيض.
تسمية شارع نقا المليحة
تلعب الشوارع في أبوظبي دوراً في ترسيخ الإرث الثقافي للإمارة والتعريف بالمواقع الجغرافية المشهورة فيها، فتحمل الشوارع أسماء مناطق مشهورة في الدولة لتعرف بها كل من زارها، كشارع نقا المليحة الذي يحمل اسم إحدى أهم المواقع الأثرية في جنوب شرق شبه الجزيرة وهي “منطقة المليحة” والتي تقع في سهل داخلي غرب السلاسل المنخفضة من جبال الحجر، على مسافة 50 كيلو متراً شرقي مدينة الشارقة وتعني كلمة “نقا” تل رملي وهو ما يصف طبيعة المنطقة. وتضم المليحة العديد من المواقع المهمة ففيها حصون من فترة ماقبل الإسلام، وقبور من العصر البرونزي.
وكانت المنطقة وجهة للعديد من البعثات العربية والدولية ففي عام 1973 قامت بعثة عراقية بالتنقيب لمدة ثلاثة أشهر، وفي عام 1985 أجرت بعثة فرنسية مسحاً بواسطة الأجهزة الكهرومغناطيسية لعدد من الروابي التي عثر فيها على بعض الأبنية، ويقوم فريق الآثار التابع لإدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام بالتنقيب في الموقع منذ 1993/1994.
وبحسب ماتوصلت له الأبحاث فإن الآثار المكتشفة ترجح استخدام الموقع من 5000 عام قبل الميلاد فمنها ما يعود إلى العصر البرونزي، فضلاً عن وجود ملتقطات سطحية تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد وهي الفترة المبكرة من المليحة. كذلك عثر على العديد من النقوش الكتابية من خط المسند وهي من أهم الكتابات، إلى جانب العثور على كتابات آرامية.
هذا وتبرز أهمية المنطقة في اتصالاتها الخارجية من خلال المكتشفات الأثرية، حيث اكتشفت مبخرة مزخرفة بشكل أنثوي، وحليات هندسية مصبوغة باللون الأحمر في زخارف شريطية، يمكن أن تكون أصولها من الساحل الباكستاني الإيراني لمكران، فضلاً عن اكتشاف جرة أمفورا مصرية ذات طينة حمراء اللون تعود في فترتها إلى القرن الأول الميلادي، وهي معروضة حالياً في متحف الشارقة للآثار، وأوعية مزججة تعود بفترتها ما بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الرابع الميلادي، وهي مستوردة من بلاد الرافدين العراق أو سورية، إضافة إلى كسر فخارية من اليونان الفخار الأتيكي وجرار فخارية وكسر فخارية ذات طينة حمراء مصبوغة وعليها نقوش ورسومات مستوردة من الهند أو باكستان، تعود بفترتها ما بين القرن الأول الميلادي وحتى القرن الرابع الميلادي.
ونظراً لما للمنطقة من أهمية تاريخية فقد رشحت كموقع للتراث العالمي من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”.