يقع شارع وانس في المنطقة 1 في أبوظبي، وهو الشارع المتد بين شارع خليفة بن زايد الأول، وشارع المشط.
تسمية شارع وانس
وانِس هو مخزن في السفينة توضع فيه أفرشة البحارة وأمتعتهم، ونلاحظ ارتباط العديد من الشوارع في المنطقة بمسميات ذات علاقة بالبيئة البحرية والصيد مثل شارع اللؤلؤ، وشارع مشط وهو نوع من الأسماك يعرف باسم سمك البلطي، وشارع المراكب وغيرها…. .
وعلى العموم تلعب العديد من الشوارع في أبوظبي دوراً بنقل تاريخ الإمارات البحري لأبناء البلاد وقاطِنيها، كأن تحمل أسماء كائنات حية بحرية معروفة في الدولة مثل شارع الحمسة وشارع كنعد، أو تحمل اسم أهم المغاصات مثل شارع بلعروق، أو أن تسمى باسم أحد أدوات الصيد المعروفة مثل شارع زانه وشارع دوباية، وأما هنا في “شارع وانس” فالتسمية مرتبطة بالسفن الإماراتية التي حظيت بأهمية بالغة في التراث الإماراتي ووصفت في أحد المقالات التي تتحدث عن هذا الجانب من تاريخ الدولة بـ”التاريخ الإماراتي العائم”، فما أهمية صناعة السفن في الإمارات؟
صناعة السفن الخشبية في الإمارات
أحد أبرز المهن التقليدية الإماراتية هي “القلافة” أي صناعة السفن، والتي تصدرت الصناعات المحلية قبل اكتشاف النفط في الدولة، حيث اعتمد السكان حينها على صيد اللؤلؤ والاتجار به، وصيد الأسماك والمحار والاستفادة مما يحتضن البحر في جعبته من ثروات للغذاء والتجارة، وعليه كان لكل غرض نوع مخصص من السفن يتولى “القلاف” صناعتها، فهناك سفن “السنبوك” و”الشاحوف” و”البقارة” و”الجلبوت” وهي سفن صغيرة مخصصة لإيصال الأشياء إلى الميناء وكانت تصنع باليد ولاتتطلب في صناعتها عدد كبير من الأشخاص.
أما السفن الخاصة بالتنقيب على اللؤلؤ عرفت باسم “البتيل” وكانت تبحر للتبادل التجاري بين منطقة الخليج وشرق آسيا والشرق الأوسط، وعن سبب تسميتها قيل أنها ترجع إلى أسرة البتيل الهندية في مدينة “كلكتا”، وتتميز هذه السفن بقدرتها على حمل مابين 20 و50 طناً.
وتعد “البوم” أحد أشهر السفن في الخليج عموماً وهي سفن تجارية كانت تشق مسافات طويلة في البحار بين الإمارات والهند، فكانت تنقل الأسماك المجففة وسمك القرش من الإمارت، لتعود محملة بالأخشاب والبهار والأرز والطحين من الهند.
والجدير بالذكر أن مهنة القلاف كان تشهد ذروة العمل مع نهاية موسم الغوص، حيث يعمل القلاليف على إصلاح وترميم السفن العائدة، وأما العقود فكانت شفوية في البداية قائمة على أخلاق البيئة العربية، ثم أخذت تعتمد على العقود المكتوبة وحضور الشهود.
السفن الإماراتية اليوم
مع التطورات التي شهدتها الدولة، شهدت السفن أيضاً تغيرات في توظيفها، فتحولت سفن البوم إلى فنادق عائمة تشهد إقبالاً في مناسبات معينة مثل شهر رمضان حيث تقدم فيها مأكولات عربية وعالمية، في أجواء فخمة مصحوبة بالموسيقى الهادئة، كذلك تقام العديد من الأعراس والاحتفالات على ظهر هذ النوع من السفن، فهي مهيأة لتحتضن هذه الحفلات، أما السفن الصغيرة باتت تحمل السياح في نزهات بحرية على امتداد الإمارات.