قصة العمارة في أبوظبي وأبرز الإنجازات المعمارية فيها

لنبدأ المقال بسؤال بسيط للقارئ، عند ذكر اسم إمارة أبوظبي ما الصور الأولى التي تخطر على بالك؟

قد تتخيل الآن خليج، صحراء، مراكز تجارية ضخمة، محميات ومتاحف، قصور وحصون، ومقرات لشركات ومنظمات دولية، ومن بين عشرات الأفكار التي خطرت في ذهنك لابد أن ناطحات السحاب والأبراج المتفردة بعمارتها كانت إحداها، فكثيرٌ منا ممن سنحت له فرصة زيارة هذه المدينة أو لم تسنح له واكتفى بمشاهدة صورٍ ملتقطة من شوارعها جذبت انتباهه أحد المعالم المعمارية الموجودة في أبوظبي كأبراج الاتحاد أو مبنى الدار أو جسر زايد، وغيرها الكثير من المباني التي تتركك مذهولاً أمام تفاصيل تخطيطها وبنائها، وتتساءل حيال إمكانية إنجازها والجهد المبذول في عمارتها.

إليك إذاً قصة العمارة في أبوظبي، وكيف تصدرت الإمارات قائمة دول الأبراج السكنية الشاهقة المكتملة عالمياً، وماهي أبرز هذه المعالم المعمارية.

بدايات العمارة في أبوظبي

كانت عمارة أبوظبي في الماضي بسيطة، حيث اتخذ السكان من بيوت العريش المعتمدة في بنيتها على النخيل مسكناً لهم في فصل الصيف، أو لجأوا إلى بيوتٍ من الطين، وذلك بحسب المناخ والطبيعة السائدة، واستخدموا في بناء هذه المساكن المواد المتوفرة من البيئة المحيطة، فعكست هذه البيوت أسلوب حياة أهل الإمارة سابقاً، وكيف تعايشوا مع البيئة المحيطة بهم.

ومع بداية الستينيات أخذت العمارة في أبوظبي تشهد تطوراً، من حيث شكل المباني، وسرعة وتطور البناء، وتم العمل على البنى التحتية للشوارع وإقامة شبكة الطرق، ونال موضوع تأمين سكن يتناسب مع معيشة السكان المزيد من العناية والاهتمام، فظهرت “الشعبيات”؛ وهي بيوت ذات تصميم معماري يتوافق مع عادات المجتمع الإماراتي، ويحمي خصوصية الحياة في المنزل، وكانت مساحة هذه البيوت 24× 24 متراً، تطل غرفها على ساحة فناء داخلي، وتوالت التطورات العمرانية مع تأسيس “دائرة التخطيط العمراني”، ومع الوقت أخذت المباني المرتفعة بالظهور، لتصبح أبوظبي اليوم موطناً لتصاميم معمارية متفردة على مستوى العالم.

أشهر المعالم الهندسية في أبوظبي

سنبدأ أولاً مع جسر الشيخ زايد، ثم سننتقل تباعاً لنستعرض فندق دبليو أبوظبي – جزيرة ياس، وأبراج الاتحاد، كما يمكنك أيضاً الانتقال للاطلاع على التفاصيل الدقيقة لعمارة كل من أبراج البحر، ومتحف اللوفر أبوظبي.

جسر الشيخ زايد

تم افتتاح الجسر في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2010 ، ليربط أبوظبي في إمارة دبي، ومنها إلى الإمارات الأخرى وليكون طريقاً برياً يربط أبوظبي بمدنها وجزرها، ونظراً لأهمية الجسر الاستراتيجية نال تصميمه المعماري عناية خاصة، وأوكلت مهمة تصميمه للمهندسة العراقية البريطانية زها حديد، فاستطاعت أن ترقى به لدرجة الإنجاز بكل ما تعنيه الكلمة، ونجحت في جذب الأنظار العالمية نحوه ليفوز بـ”جائزة الإنجاز العالمية للطرق” عن فئة التصميم عام 2011 والتي يمنحها الاتحاد الدولي للطرق “IRF”.

يبلغ طول الجسر 842 متراً وارتفاعه 64 متراً، تمر عبره أقواس منحنية تحاكي أشكال الكثبان الرملية المتموجة، وتزيد إضاءة الجسر من روعة تفاصيله ليلاً، لتوحي أقواسه أنها أمواج ترتفع عن سطح البحر.

فندق دبليو أبوظبي – جزيرة ياس

Romantic Things to do in Abu Dhabi - The Golden Scope

يعد فندق دبليو أبوظبي – جزيرة ياس من الفنادق الفريدة من نوعها من الناحية المعمارية، إذ يقع نصفه على اليابسة والنصف الآخر على الماء، ويتكون هذا الفندق والذي تبلغ مساحته 3520 متراً، من برجين يتألف كل منهما من 12 طابقاً، يجتمعان تحت جسر زجاجي مغطى بهيكل حديدي ذي بنية شبكية، وهي التي تعطيه طابعاً مميزاً، يزداد تفرداً ليلاً حين تلعب الإضاءة دوراً في إبراز معالم هذا الهيكل، فنظام الإضاء يتيح إمكانية بث فيديو على الألواح الزجاجية.

وبالانتقال إلى داخل الفندق تزداد قدرة تفاصيله الهندسية على إدهاشك، حيث تأخذ المكاتب الوجودة في بهو الاستقبال شكل قطرات من الزيت، في حين تأخذ مكاتب Whenever/Whatever شكل قوارب الكنو المستوحاة من ممرات أبوظبي المائية، أما الأثاث فهو بلون الأحجار الكريمة الأقرب إلى الذهب المذاب، وتطل غرف وأجنحة الفندق على حلبة السباق، ويبلغ عددها 499 غرفة وجناح ذات نوافذ زجاجية تمدد من الأرض إلى السقف.

يرتبط الفندق بالبر الرئيسي لإمارة أبوظبي عن طريق جسر ، ويبعد الفندق مسافة بين 15 إلى 20 دقيقة بالسيارة عن وسط مدينة أبوظبي، ومسافة 10 دقائق عن مطار أبوظبي الدولي.

أبراج الاتحاد

Conrad Abu Dhabi Etihad Towers, United Arab Emirates - 2021 Reviews,  Pictures & Deals

قبالة فندق قصر الإمارات في منطقة الرأس الأخضر في أبوظبي تقف أبراج الاتحاد الخمسة، لتخلق طابعاً هندسياً خاصاً يميزها عن بقية أبراج المدينة، ولتشكل إحدى المعالم المميزة لإمارة أبوظبي بل يمكن القول أن هذه الأبراج منذ تدشينها تحولت لجزء لا يتجزأ من أبوظبي يستدل به.

يعود تاريخ هذه الفنادق إلى عام 2011 وتحديداً إلى شهر ديسمبر (كانون الأول) ليتزامن افتتاحها مع اليوم الوطني الأربعين للإمارات، وقد حُرص في تصميمها على أن تعكس الحياة العصرية للعاصمة أبوظبي، وهي مقسمة إلى:

  • ثلاثة أبراج سكنية تضم 885 شقة تتراوح بين النتهاوس المؤلفة من غرفة نوم واحدة إلى 5 غرف، صممت لتتيح لساكنيها تجربة فريدة، فكل برج منها يضم أندية، وغرف ساونا، ومطاعم، ومحلات سكنية.
  • برج للمكاتب المكون من 54 طابقاً بمساحة تأجيرية تبلغ 45 ألف متراً مربعاً، وهو مجهز بقاعات استقبال، ومواقف سيارات، وحراسة، فضلاً عن قاعة احتفالات هي الأكبر في أبوظبي، تتيح لهذه الشركات عقد مؤتمراتها فيها، حيث تبلغ مساحتها 1900كتر مربع، وتصل قدرتها الاستيعابية إلى 2000 شخص، مقسمة إلى 4 قاعات كل منها قادرة على استيعاب 500 شخص.

وفي أبراج الاتحاد نجد أيضاً فنادق من فئة 5 نجوم أشهرها فندق جميرا والذي يبلغ ارتفاعه 280 متراً، و”منارة الرؤية من 300″ الموجودة في ثاني هذه الأبراج في الطابق 74، ومن أبرز الوجهات السياحية في أبوظبي، إذ تعد أعلى نقطة يمكن للزائر من خلالها إلقاء نظرة شاملة ومتعمقة على المدينة والتأمل في معالمها.

أضف تعليق