يقع شارع هرجاب في المنطقة 1 في أبوظبي.
تسمية شارع هرجاب
تشير كلمة هرجاب إلى الإبل الطويلة الضخمة، وفي التسمية نوع من العرفان للإبل وتكريماً لما لعبته من دور مهم في تاريخ أهالي الإمارات سابقاً، إذ كانت إلى جانبهم لتساعدهم في سفرهم وتجارتهم، فاعتمدوا عليها في نقل المياه وحمل الحطب للتجارة به، وشكلت لحومها وحليبها غذاءً أساسياً لهم، ولهذا وصفوها بـ”ساترات الحال ومعها لا جوع ولا هلاك”، وعليه حملت عدة شوارع في أبوظبي أسماء مرتبطة بالإبل مثل “شارع هرجاب” و”شارع يمل“.
دور الإبل في الترحال والسفر
كانت الإبل عوناً لأهالي الدولة في رحلات “المقيظ”، فقديماً مع حلول موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة في الساحل وازدياد معدلات الرطوبة كان السكان مجبرين على ترك الساحل والتوجه إلى “المقايظ” كالواحات والمحاضر التي تمتاز ببرودة الطقس، فكانوا يجتمعون في قوافل كل منها تتكون من 20 إلى 30 جملاً محملة بالمؤن وذلك بتنسيق مسبق مع “الكريان” أي مؤجري الإبل، واتسمت هذه الرحلات بالصعوبة حيث أجبرت القوافل خلالها على قطع مسافات طويلة في الصحراء وتحمل خطر قطاع الطرق وحرارة الشمس العالية، التي كانت تؤدي إلى إرهاق الكبار في السن والأطفال بالإضافة إلى التسبب بالوفيات.
أيضاً كان الاعتماد على الإبل في أسفار الحج والتي كانت تستغرق ما يعادل الشهرين ذهاباً وأياباً، ينطلق فيها الحجاج على ظهور “الركاب” أي الإبل من أبوظبي والعين إلى مكة في قوافل، ويتناوبون فيما بينهم على حماية القوافل ليلاً من قطاع الطرق.
ما ذكر هو جزء بسيط من تاريخ طويل اعتمد فيه المواطن الإماراتي على الإبل في حياته اليومية لتصبح اليوم رمزاً تراثياً إمارتياً وتحظى باهتمام محلي والذي يتجسد بإقامة سباقات للهجن التي تعد معلماً ثقافياً ولها مكانة مرموقة بين الرياضات التراثية، إذ تقام في ميادين مجهزة بمدرجات ذات قدرة على استيعاب آلاف الجماهير، وطرق معبدة، فضلاً عن العناية الطبية، وتعتبر الإمارات أول دولة في التاريخ الحديث تقيم سباقات الهجن العربية الأصيلة، وفي إطار الاهتمام بالإبل أقيم “اتحاد سباقات الهجن” في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 1992، كذلك أحيط مربوا الإبل سابقاً بالاهتمام والدعم فكان يقدم دعم مالي سنوي لمالكي الإبل لتمكينهم من الحفاظ عليها.