يقع شارع الجوزاء في منطقة البطين في أبوظبي، وهو يتصل بشارع الياه وشارع مرفأ البطين، ويحظى بموقع مهم نظراً لارتباطه بالعديد من الشوارع التي توصل لعدة مؤسسات ومباني هامة في أبوظبي مثل “بنك أبوظبي الإسلامي” الذي يقع على بعد مايقارب 550 متر، و”مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي” والذي يبعد مسافة تقارب 800 متر، و”سفارة البرازيل” التي تبعد حوالي 700 متر عبر شارع الياه.
تسمية شارع الجوزاء
تشهد دولة الإمارات تطورات متسارعة في مجال علم الفضاء والفلك، محققةً إنجازات متزايدة يوماً بعد يوم، وهذا الاهتمام تعود جذوره إلى تاريخ طويل اعتمد فيه الأجداد على رصد حركة الكواكب والنجوم للاستعانة بها في تحديد الفصول والمواسم، والاسترشاد بها كبوصلة لتحديد الاتجاهات في الصحراء والبحار، مثل نجم سهيل الذي استعان به أهل البحر وحتى المسافرين في الصحراء لتحديد جهة الجنوب، وللتنبوء بانقضاء فصل الصيف وانخفاض درجات الحرارة، حتى أن العديد من المهن كانت تعتمد على رصده كي يتم مزاولتها بعد انقطاع.
ويعد الجوزاء المعروف باسم “كوكبة الجبار” واحد من أشهر الكوكبات عند الإغريق والعرب إذ تخيلوه بهيئة محارب يحمل بإحدى يديه ترساً وبالأخرى هراوةً يقاتل بها “كوكبة الثور”، وعلى خصره حزام من ثلاثة نجوم، ويقف خلفه كلبان “الكلب الأصغر” و”الكلب الأكبر”. واستطاعت نجوم هذه الكوكبة أن تستحوذ على الاهتمام للمعانها ووضوحها فتم توظيفها لأغراض الملاحة وتحديد الاتجاهات، ومن هذه النجوم “سديم السماء”، و”سديم رأس الحصان”، و”سديم اللهب”، و”منكب الجوزاء” وهو ثاني ألمع نجم في الكوكبة ويأتي في الترتيب العاشر في قائمة ألمع نجوم السماء.
ويحظى الجوزاء باهتمام العرب لاسيما في منطقة شبه الجزيرة العربية، إذ تدخل المنطقة بطلوع نجومه بأشد الفترات حرارةً، تشتد خلالها رياح السموم الحارة والجافة، ويتصدر دخول موسم الجوزاء عناوين الصحف المنذرة بدخول المنطقة بـ”جمرة القيظ” ومدتها 52 يوماً ممتدة بين شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وتكون بداية هذا الموسم مع بداية الثالث من يوليو (تموز) مع رصد أول نجومه “الهقعة”، ثم “الهنعة” في 16 يوليو (تموز)، ويستمر حتى 29 يوليو (تموز) مع طلوع نجم “المرزم” وهو امتداد لموسم الجوزاء والذي يعلن طلوعه انكسار شدة الحر.