يقع شارع الصايد في منطقة الزاهية في أبوظبي، وهو يتفرع عن شارع الريم ويتصل بشارع المصايد.
تسمية شارع الصايد
تستمد شوارع أبوظبي تسمياتها من طبيعة البيئة في الإمارة، وتعكس أسماؤها تاريخ أبوظبي الذاخر بالثقافات والصناعات. عن شارع الصايد على سبيل المثال فهو يرتبط بأهمية الصيد في أبوظبي والإمارات عموماً، إذ يعتبر جزءاً لا يتجزأ من التراث الإماراتي، ومايزال مهنة حاضرة لوقتنا هذا.
تاريخ الصيد في أبوظبي
طبيعة أبوظبي الصحراوية وصعوبة الاعتماد على الزراعة كمورد أساسي لتلبية كافة احتياجات السكان، دفعت أهل الجزيرة إلى استثمار البحر والثروات الموجودة بداخله لسد احتياجاتهم. والمعروف عن مياه الخليج العربي غناها بالأسماك واللؤلؤ الطبيعي، نظراً لدفئها وتوفر المواد الغذائية للأسماك وقلة التيارات المائية فيها.
ولم يتقصر الصيد على سد احتياجات السكان وحسب، فقد شكل دعامة اقتصادية رئيسية لأبوظبي ويعود الفضل بذلك إلى اللؤلؤ الذي كان حينها يوازي أهمية النفط في يومنا هذا وهو ما تحدثنا عنه سابقاً. ومع ذلك فلم تكن البدايات سهلة على من امتهن الصيد، فأدوات الصيد كانت متواضعة كالسكار والحضرة والشباك والقراقير وهي الأكثر انتشاراً والأكثر ضرراً للبيئة، وهي أقفاص بيضاوية مصنوع من سعف النخيل أو أنواع خاصة من الحطب، أو من الأسلاك المعدنية وتتجلى أضرارها بإثارة الرسوبيات القاعية وتعكير المياه وقتل الكائنات الثابتة.
أما القوارب فكانت بسيطة سميت بـ”البسط”، واعتمدت في صناعتها على الجريد “سعف النخيل” المثبت بخيط سميك من القطن يسمى بـ”الخيط الحيطي”، ثم بدأت صناعة السفن “القلافة” بالتطور تدريجياً ليظهر “البانوش” وهو قارب صغير مصنوع من جذع الشجر.
وتوسعت “القلافة” مع الوقت، فنجد أنواع كثيرة من السفن الإماراتية مثل “البوم” وهي سفينة شراعية كبيرة استخدمها التجار، و”السفارة” وهي السفن التي استخدمها التجار في رحلاتهم البعيدة، و”القطاع” المستخدمة للرحل التجارية القصيرة، أما السفن المخصصة للصيد ونقل المسافرين فتتنوع مسمياتها يحسب أشكالها وأحجامها بين “الجالبوت” و”البقارة” و”السنبوك” و”الهوري” وهي صغيرة تتسع إلى 3 أو 4 أشخاص، و”الشاحوف” وهي أكبر حجماً وتتسع إلى ما يقارب 15 شخصاً.
ظهور الموانئ
واجه الصيادون صعوبات كبيرة في إنزال وإخراج قواربهم من المياه، كونها كانت تحتاج لقوة جسدية وتعاون جماعي لإنزالها، والأصعب يكون في عملية سحبها من البحر لارتفاع مستوى الأرض عن البحر. ومع تنامي أهمية النقل البحري، تم العمل على بناء موانئ في كافة أنحاء الإمارات، فنجد في أبوظبي ميناء زايد والذي كان الميناء العام الرئيسي للإمارة لنا يزيد عن 40 عاماً.
مواسم الصيد وأنواع الأسماك
كما كل مهنة فإن مردودها يزداد في مواسم دون أخرى، فمواسم الصيد في الإمارات تمتد بين أكتوبر (تشرين الأول) ومايو (أيار)، وبالنسبة للأشخاص الأكثر خبرة فيبدأ الموسم بين نوفمبر (تشرين الثاني) وفبراير (شباط)، إذ تكثر الأسماك في الشتاء، وتتعدد أنواعها بين الكنعد والخباط والقطافير والهامور والشعر والكنفاش والبلطي والصافي والميد.