يقع شارع المطلعي في جزيرة الريم في أبوظبي، وهو يتقاطع مع شارع علي خليفة المسماري، وشارع هزاع بن زايد الأول، وشارع زياد بن لبيد، وشارع خور عزيز، وشارع حمودة بن علي الظاهري.
تسمية شارع المطلعي
مطلعي هو اسم نوع من الرياح الشرقية، تؤثر على السواحل الشرقية وتصل للسواحل الغربية قادمة من البر، وتتميز هذه الرياح بكونها هادئة وباردة، وقد تؤدي إلى هطول الأمطار إذا كانت قوية وخاصةً على المناطق الجبلية، وسميت بالمطلعي لهبوبها من مطلع الشمس، وكذا ارتبطت تسمية العديد من الرياح فمثلاً “رياح سهيلي” سميت بهذا الاسم لهبوبها حيث يطلع نجم سهيل. ولكن لماذا يحمل الشارع هذا الاسم؟ وما أهمية الرياح في التراث الإماراتي؟
جاءت تسمية الشارع تبعاً لأهمية الدور الذي لعبته الرياح سابقاً في توجيه حياة الناس، أي قبل إنشاء مراكز التنبوء بالأرصاد الجوية، فشدة هذه الرياح كانت تحد من نشاطات ومهن معينة، بينما كانت تتوقف عليها نشاطات أخرى، وكان هذا التأثير للرياح على الحياة اليومية للناس يزيد في البيئة البحرية، لكونها تؤثر على حركة القوارب والسفن وسرعتها، وعليه نجد أسماء الرياح حاضرة في الأمثال الشعبية الإماراتية مثل القول “الهوا غربي والمياه ثبر” ويقصد بالثبر “الجزر”، وهو مثلٌ يقال عند تعطل المصالح فمن المعروف أن رياح الغربي خفيفة وباجتماعها مع الجزر تتعطل السفن عن الإبحار.
كذلك قالوا “إذا ضرب الشمال فدور لك على بندر” في إشارة إلى أثر “رياح الشمال” على الصيادين لكونها هوجاء، والأمر أيضاً مشابه بالنسبة لتأثير رياح “السموم” فقوتها كانت تغرق بعض السفن وتعطل رحلات أخرى مما يجبر السفن على الرسو في البنادر، أما رياح “العقربي” فحظيت بأهمية كبيرة عندهم وعند أهالي البحر فهي تعلن بداية تغير المناخ الحار إلى جو معتدل، وكان لرياح “السهيلي”تأثير سلبي على السكان بسبب نسماتها الحارة، ولاسيما في رمضان.
وهناك رياح “الكوس ” – وهي الرياح الشرقية القادمة من الهند والتي تؤثر على السواحل الشرقية والغربية للدولة – وكان لها دورٌ بارزٌ في دفع السفن وإبحارها، وشدة قوتها تكون مهددة لعملية الصيد إذ تؤدي لحدوث أمواج عالية، وقد تؤدي إلى نحت الساحل الرملي، وهذه الرياح ذاتها تكون متعبة لسكان الساحل الشرقي، إلا أنها تكون لطيفة محببة في المناطق الغربية والوسطى وتسهم في تلطيف درجة الحرارة وجعلها أكثر اعتدالاً.
ونظراً للدور الكبير الذي لعبته الرياح في تحديد مسارات الحياة قديماً وارتباطها بذاكرة أهالي الإمارات حملت بعض الشوارع مسميات مرتبطة بأنواع الرياح مثل “شارع الهبوب” و”شارع المطلعي”.