شارع البرني

يحمل شارع البرني اسم نوع من أنواع التمور لما للتمور من أهمية كبيرة في دولة الإمارات، على الصعيدين الاقتصادي والمعنوي، فهي رمز ثقافي يحمل في جعبته تاريخ دولة، وهي أحد أهم مصادر الدخل في الإمارات بعد النفط، وعليه تم اعتماد النخيل كشعار رسمي للعديد من الدوائر والهيئات الحكومية، فكانت سعفة النخيل رمزاً لـ”عام الخير 2017″ تأكيداً على قيمة هذه الشجرة.

وتمتد زراعة النخيل في الإمارات لآلاف السنين حينها كانت بسيطة ومتواضعة تقتصر على تلبية الحاجات الغذائية للسكان، وكان يستخدم سعفها للبناء وخوصها وليفها للصناعات اليدوية، وكانت التمور مع الحليب غذاءً رئيسياً للسكان، وسلعةً أساسيةً في الأسواق المحلية.

ثم بدأت الزراعة تزدهر عام 1946 مع تولي الشيخ زايد بن سلطان مقاليد الحكم في العين، وتوجيه التركيز على الزراعة فطُوِرت نظم السقاية المتبعة حينها، وتم العمل على إصلاح الأفلاج القديمة، وتوسيع شبكة الري، وفي عام 1966 دخلت الإمارات مرحلة جديدة من الزراعة عرفت بـ”غزو الصحراء” حين تولى الشيخ زايد حكم أبوظبي.

حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ تأسيس الدولة على غرس مفهوم الاستدامة وثقافة حماية البيئة ومواردها الطبيعية في نفوس وعقول أبناء الإمارات.

غزو الصحراء

في هذه المرحلة تم تسطيح الكثبان والتلال الرملية، وتهيئتها للزراعة، بعد فرش طبقة طينية فوقها، وتقسيمها إلى مزارع عبر تطويقها بالأشجار والنباتات المثبتة للتربة لتحميها من الرياح، وتم العمل على إنشاء السدود، وتحلية مياه البحر، وزراعة أشجار القرم.

ومع التوجه المتزايد للاهتمام بالتمور أنشئت وحدة تطوير بحوث نخيل التمور، ومختبر زراعة أنسجة نخيل التمر، عام 1989 في “جامعة الإمارات” بالعين، وتم افتتاح العديد من مصانع التمور، حيث افتتح “مصنع المرفأ للتمور” عام 1994، و”مصنع الإمارات للتمور” بالعين عام 1998، وعام 2005 تأسست شركة الفوعة بقرار من المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وأصبحت الأولى على مستوى العالم في صناعة التمور، لتدخل الإمارات عام 2009 في “موسوعة غينيس” للأرقام القياسية كأول دولة في العالم بأعداد شجر النخيل والتي بلغ عددها حينها 40 مليون نخلة.

كما احتلت الإمارات عام 2018 المرتبة السادسة عالمياً ضمن أكبر مصدري التمور بصادرات بلغت 765 مليون درهم، وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة دبي للصادرات، هذا ووضح التقرير أن الإمارات تضم 44 مليون شجرة نخيل تنتج 160 نوعاً من التمور.

النخيل والصناعات التراثية

ويدخل النخيل في الحرف اليدوية التراثية في البلاد، فيستخدم “ساق” أو “جذع النخلة” في تسقيف المنازل وتستعمل كعوارض وأعمدة لحمل الأسقف، وتقطع الجذوع إلى نصفين لعمل السلالم، وصنع المزاريب لتصريف المياه من أسطح المنازل، ويستخدم “سعف النخلة” لبناء عريش المنازل المبنية من سعف النخيل، كما يستخدم كمصدات للرياح والرمال حول المنازل والمزارع، أما “خوص النخلة” يدخل في صناعة الحصر والقفاف والزنابيل وأطباق الطعام، وصنع القبعات وأغطية الرأس، والمكانس والأكياس لحفظ التمر أثناء تخزينه، وصنع أحذية المزارعين وأغطية الطعام وتبطين أسقف المنازل، فضلاً عن استخدامه كوقود، ويستخدم “جريد النخلة” لصناعة ابواب ونوافذ للمنازل البسيطة، وحظائر الحيوانات في المزارع، وأسقف المنازل والمقاعد وأسرة النوم والألعاب للأطفال، وصنع شباك صيد السمك، وقوارب الصيد الخفيفة المسماة “شاشة”، ويستخدم “ليف النخلة” في صنع الحبال وحشو الأثاث وعمل المكانس، وحبال خاصة لتسلق الجبال.

واستناداً لما ذُكر تقام في الإمارات سنوياً عدة مهرجات خاصة بالتمر أبرزها مهرجان ليوا للرطب، كما تم تخصيص جائزة تحت اسم “جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر” والتي تنظم سنوياً نظراً للأهمية البارزة لصناعة وزراعة التمور في الدولة.

موقع شارع البرني

ويقع شارع البرني في أبوظبي، ويتقاطع من جهة الشمال مع شارع الوحدة، ومن الشرق مع شارع جزيرة عش، ومن الغرب مع شارع العذوق، ومن جهة الجنوب مع شارع الشيخ راشد بن سعيد.

ويبعد الشارع عن المدينة ما يقارب 2 كيلو متر عن طريق شارع الكرامة أي ما يعادل 3 دقائق، كما يبعد 2.3 كيلو متر عبر شارع الأحرار وشارع 18 أي ما يعادل 5 دقائق.

أضف تعليق