موقع شارع العرشان:
يقع شارع العرشان في منطقة الحصن في أبوظبي، ويمتد من شارع الخصيفي، وصولاً إلى شارع الحوية الذي يؤدي بدوره إلى شارع زايد الأول.
تسمية شارع العرشان:
العرشان هي مساكن تفردت بها العمارة الخليجية قديماً، واعتاد أهل الإمارات بنائها على أراضيهم للجوء إليها في فصل الصيف، كونها تعتمد في بنيتها الأساسية على النخيل المعروف بعمره الطويل ومقاومته للحرارة والرطوبة.
ولهذه المساكن قيمة كبيرة في ذاكرة الإماراتيين فهي تجسد صورة للتعاون بين أهالي المنطقة الواحدة، الذين يعلمون معاً لتشييدها بخطوات دقيقة، لتكون جاهزة للسكن خلال ساعات قليلة.
بنية مساكن العريش:
تعتمد العرشان في بنيتها على النخيل، الذي يتم توظيف كل أجزائه لبناء هذه المنازل، فجدران العرشان التي يطلق عليها “زفنة الدعن” مكونة من سعف النخيل الذي يُرص ويربط بحبال مستخرجة من ليف النخيل، والسقف كذلك يستخدم “الدعن” في تغطيته، وهو عبارة عن جريد مرصوص ومحكم بحبال ليشكل قطعة واحدة متماسكة، ويثبت الدعن بأركان العريش، ويوضع النخيل بشكل متداخل ليحجب أشعة الشمس عن الداخل.
أقسام العرشان:
تتفاوت العرشان في مساحاتها وأحجامها، إلا أن التقسيمات الرئيسية هي كالتالي:
المجلس:
وهو عبارة عن غرفة مستطيلة، فيها حصائر، وفي وسط الغرفة نجد مصب ودلال وفناجين القهوة العربية وأوعية التمر، وباب لدخول الضيوف من الخارج، وآخر للسكان.
غرفة رئيسية:
مؤلفة من أربعة أعمدة من الخشب المربوطة بالحبال، يغطى سفقها بجريد وسعف النخيل يوضع في أول قسم فراش، وفي القسم الآخر “المندوس” وهو ما يشبه الخزانة التي توضع فيها الملابس واللوازم الخاصة.
الليوان:
وهي غرفة مسقوفة بالخشب لها باب ونوافذ، وتعد غرفة لمعيشة أهل المنزل.
المطبخ:
ويكون بعيد نسبياً عن غرف المعيشة ويستخدم لحفظ الأواني والطعام.
ونلاحظ على سطح العريش وجود “البراجيل” ومهمتها أن تساعد على إدخال أكبر قدر ممكن من التيار الهوائي.
موروث ثقافي:
بالرغم من التطورات في العمارة الإماراتية، ووجود ناطحات سحاب بمعايير عالمية، إلا أن العرشان وغيرها من المساكن الإماراتية التقليدية مازالت حاضرة ليومنا هذا في المناطق التقليدية، ويتم الحرص على إحياء هذه العمارة في الفعاليات والمعارض، وهنا نشير إلى مشاركة الإمارات في “معرض العمارة العالمي” الخامس عشر الذي أقيم في 28 مايو (أيار) 2016 في بينالي في البندقية، حيث عرضت النقلات النوعية في العمارة الإماراتية التي بدأت في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وصولاً للمجتمع الإماراتي الحديث.