تقع منطقة المشرف وسط مدينة أبوظبي بين منطقتي المنهل والروضة، وتعد من الأماكن السكنية المرغوبة في المدينة، لمكانها الحيوي أولاً والذي يتيح إمكانية الوصل إليها بسهولة بين شارعي راشد بن سعيد وشارع الخليج العربي، ولتوفر المرافق الصحية والتعليمية والخدمية والترفيهية فيها، كما تضم المنطقة العديد من القنصليات والمؤسسات الحكومية منها “سفارة سلطنة عُمان”، و”سفارة جمهورية شيلي”، و”صندوق الزكاة”.
توفر المشرف العديد من الخيارات السكنية التي تتراوح بين استديو إلى شقق وفلل سكنية، وتحتضن عدداً من المدارس الخاصة بما فيها “مدرسة انترناشونال كوميونيتي” و”مدارس النهضة الوطنية”، وتعد قريبة من الجامعات والكليات مثل “جامعة ستراثكلايد”، و”كليات التقنية العليا”، و”جامعة خليفة”، فضلاً عن تواجد العديد من المطاعم والمقاهي في المنطقة. كما عٌني تطوير عدد من الملاعب في المنطقة لتوفير مساحات ترفيهية للعائلات، وتتيح هذه الملاعب ممارسة مختلف أنواع الرياضة، مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة ، وكرة اليد.
وعلى بعد 1.7 كم يوجد شاطئ البطين الحائز على “شهادة العلم الأزرق البيئية”، وهو من الشواطئ المحببة لسكان أبوظبي، فهو يتيح لهم ممارسة رياضات مائية متنوعة، ويوفر لهم مكاناً هادئاً يمكنهم من التخلص من الضغوطات والتمتع بساعات من السكينة والاسترخاء.
شوارع منطقة المشرف ودلالات أسمائها
تتعدد الدلالات التي تنطوي وراء تسمية شوارع المنطقة فمنها ما يتعلق بالنباتات الموجودة في الإمارات مثل شارع النصي وهو اسم لنوع نبات بيئي مشهور في دولة الإمارات ينمو عقب هطول الأمطار وترعاه الإبل والمواشي، ومنها مايلقي الضوء على المواقع الجغرافية الموجودة في أبوظبي مثل شارع الفريدة والذي يحمل اسم موقع جغرافي في منطقة الباهية، ومنها مايتعلق بالمهن القديمة التي اعتمد عليها أهل الإمارات كالغوص بحثاً عن اللؤلؤ.
وبالحديث عن شوارع المشرف يبرز اسم شارع دلما الواقع في الجزء الشمالي الغربي من المنطقة، وهو يحمل اسم جزيرة دلما ، إحدى أقدم الجزر المأهولة في أبوظبي وأكثرها غنى بالمياه العذب الميزة التي جعلت منها مصدراً رئيسياً لإمداد الإمارة بالماء لفترةٍ طويلة، وكانت الجزيرة تستقطب السفن العابرة التي تبحث عن الماء العذب فيتوقفون فيها طلباً لـ”دلو ماء” حتى تطورت الكلمة إلى دلما وباتت اسماً للجزيرة، ويعد الشارع محبباً لمن يقصدون المشرف بحثاً عن شقق أو فلل سكنية، وذلك لموقعه الحيوي فمن جهة يشكل حلقة وصل بين منطقة المصلى والكرامة، ومن جهة أخرى هو على اتصال مع الشوارع الرئيسية في المنطقة كشارع مبارك بن محمد، وشارع راشد بن سعيد، وشارع سلطان بن زايد الأول.
يتقاطع مع شارع دلما شارع الكرامة الذي يربط المشرف بمنطقة المنهل، وتضم منطقة الشارع مجمعات سكنية وفلل ومراكز تجارية، كما يمر الشارع بـ”حديقة أم الإمارات” المعروفة سابقاً باسم “حديقة المشرف” أقدم حدائق أبوظبي، ووجهة الكثير من العائلات التي ترغب بتمضية أوقات ممتعة والحصول على كم وافر من المعلومات عن مايزيد عن 30 فصيلة من النبات. وبجوار شارع الكرامة يقع شارع المثيبة وهو اسم حب الشّمر؛ نوع من الحبوب أخضر اللون وله استخدامات متعددة، منها مايدخل في صناعة الأدوية، أو تستخدم لصناعة العطور، كما يستخدمها البعض كمطيب للطعام، كأن تدق وترش على التمر فتعطيه مذاقاً طيباً.
ومن شوارع المشرف أيضاً شارع الحاصلة الذي يحيي باسمه تراث مهنة الغوص على اللؤلؤ، إذ تشير لفظة حاصلة إلى حصة السيب أو الغواص من مدخول السفينة من عملية بيع اللؤلؤ، فبعد إتمام عملية بيع اللؤلؤ الذي استطاع طاقم السفينة جمعه خلال رحلات الغوص، كانت تقسم العوائد وفق نظام ثابت متعارف عليه عند أهل الغوص، ووفق هذا النظام ينال كل شخصٍ مبلغاً أو أجراً نهائياً يسمى حاصلة، وعلى بعد مترات قليلة من الشارع و بالقرب من شارع الحكمة يقع “مركز الصناعات التراثية والحرف” وهو أحد المؤسسات التراثية الهامة، إذ يعمل على إحياء التراث الإماراتي عبر توفيره لعدد من المشاغل كل واحدٍ منها يلعب دوراً في التعريف عن أحد الحرف اليدوية التقليدية التي امتهنتها المرأة الإماراتية سابقاً منها مشغل التلي، ومشاغل السدو، ومشغل الخوص.
يقع شارع سلامة بنت بطي أيضاً في منطقة المشرف، وعنه يتفرع شارع القيحوان والذ يحمل اسم جنس نباتي ينتمي لفصيلة النجمية، يضم حوالي 30 نوعاً من نباتا الزينة ذات الأهمية الاقتصادي، وعلى امتداد الشارع نجد شارع البرزة وهو اسم مجلس كبار الأعيان والذي يكون مخصصاً لاستقبال الضيوف.
جنوب منطقة المشرف نجد شارع السبوق؛ والسبوق هي الصفة التي تطلق على الناقة السريعة التي تسبق في سباقات الهجن، وكذلك يطلق اسم السبوق على الخيط الذي يربط في ساق الصقر القانص للإمساك به، وأما شارع الخانور فتأخذنا تسميته لأعماق البحار حيث السفن المحملة بالبضائع أو تلك السفن التي تبحر في أعماق البحر بحثاً على اللؤلؤ، في هذه السفن كان الأفراد يتعاونون على تغيير وضع شراع السفينة بحيث تلائم حركة الرياح، للتحكم باتجاه سير السفنية وهذه العملية كانت تسمى بالخابور.