يقع شارع أنوان في منطقة المشرف، ممتداً بين شارع راشد بن سعيد وشارع الشموع.
تسمية شارع أنوان
عند المرور في شوارع أبوظبي، أو زيارة حدائقها ومنتزهاتها لا بد أن تلحظ أشجاراً من النخيل تحيط بك في كل وجهاتك، حتى تخال أن هذه الأشجار هي جزء من هذه الأرض، وإنها أحد أساسيات الحياة في الدولة كما الماء والهواء لا مجال للحياة دونها، يعود تفسير ذلك لما لهذه الأشجار من حكاية طويلة مع سكان الدولة، تروي في فصولها محطات مملوءة بالصعاب وأيام شاقة اعتمد بها أهل الإمارات على النخيل لتلبية احتياجاتهم واستعانوا بها على صعوبات الظروف حينها، فهي كانت مصدراً للغذاء وتوفير القوت، وأساساً لبناء “العرشان” وهي البيوت التي اعتاد أهل الدولة سابقاً اللجوء إليها في الصيف، حتى أنهم استعانوا بأجزاء من هذه الأشجار في صناعاتهم اليدوية، وصناعة شباك الصيد، وقوارب الصيد الصغيرة.
ولم يقتصر انتشار النخيل على التواجد المادي الملموس فقط، بل تعدى ذلك للوجود الضمني والمعنوي عبر مسميات العديد من شوارع العاصمة، التي حملت أسماءً تٌعرّف بأنواع النخيل الموجود في الدولة، كما هو الأمر هنا في شارع أنوان والذي يحمل اسم أحد أنواع النخيل المحلية القديمة الموجودة في الإمارات، والتي تتواجد في المواقع الجبلية وتشتهر بها في منطقة الظفرة، ومنطقة حتا، ويصل عمر هذا الصنف إلى 8 عقود، إذا توفر له المناخ الملائم ، والذي يتميز بجو معتدل ليس شديد الحرارة ولا شديد البرودة، وهواء شرقي “كوس”.
وللأنوان صنفين الأول ذو ثمار حمراء تميل إلى اللون البنفسجي لها مذاق محبب لدى الأهالي، وأما الصنف الآخر فله ثمار صفراء تميل إلى الإحمرار.
شوارع ذات معاني مرتبطة
تحمل العديد من الشوارع المتواجدة في منطقة شارع أنوان مسميات ذات معاني مرتبطة بالبناتات المحلية الموجودة في الإمارات، والتي لها دور في حماية التربة من الإنجراف، ووقف التصحر، إلى جانب دورها الهام في التنوع البيولوجي، وعليه تم تسمية العديد من الشوارع بأسماء هذه البناتات كبادرة للتعريف بها، ومن هذه الشوارع شارع النَّصي؛ والنّصي هو نبات معمر ينتشر في الصحراء ينمو عقب هطول الأمطار، ليبغل ارتفاعه نحو 40 سم، و يساعد النّصي في تحسين التربة، ومن جهة أخرى فهو يلعب دوراً في إعادة إعمار العلف الصحراوي، حيث ترعاه الإبل والمواشي.
وعلى امتداد شارع النّصي يقع شارع الرّاك، وهو اسم لنباتات رعوية طبيعية تلفظ أيضاً بـ”الأراك”، تتواجد في الأودية والمناطق المنخفضة حيث يكون الماء الجوفي قريباً من سطح التربة، وتأخذ الرّاك شكل شجيرات دائمة الخضرة كثيفة وملساء لذا تكثر زراعتها على جوانب الطرقات للزينة، كما تستخدم أيضاً كمصد للأتربة والري، فضلاً عن استخداماتها الطبية.
وعلى بعد مترات قليلة عن شارع الرّاك نجد شارع الطَّرفا وهو يحمل اسم شجرة معمرة كثيرة التفرع تساعد في تثبيت التربة، كما يمكن استخدامها كمصدات للريح، وهناك شارع الشموم والذي له انتشار واسع في الإمارات، وهو نبات عطري من فصيلة الريحان يذرع في البيوت والمساجد.