يقع شارع حفيت في منطقة آل نهيان في أبوظبي، ويتقاطع مع شارع عرادة، وشارع وذيل.
تسمية شارع حفيت
سمي الشارع باسم واحد من أبرز المعالم الأثرية والتاريخية في إمارة أبوظبي، ألا وهو جبل حفيت صاحب أعلى قمة في أبوظبي بارتفاع 1240 متر، وهو رابع أعلى قمة في الإمارات، بعد جبل جيس وجبل مبرح وجبل الرحبة وجبل الأحقب على التوالي.
يقع جبل حفيت في مدينة العين على الحدود بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات، حيث يتبع الثلثان الشرقي والجنوبي الغربي لجبل حفيت إلى سلطنة عُمان فيما يقع الجزء الشمالي في الإمارات، ويشرف على كافة منطقة العين، بطول يبلغ 16 متر. وترسم أشجار الغاف طوقاً يحيط بالجبل كونه يشكل بيئة مثالية لنموها، فهو يتمتع بمناخ حار صباحاً، وشديد البرودة مساءً إذ تبلغ الحرارة 4 درجات مئوية، بمعدل أمطار منخفض نظراً لموقعه فلا يتجاوز معدل الأمطار 100 ملم.
يأخذنا منتزه جبل حفيت الصحراوي -الذي يحتل مساحة تصل إلى 9 كيلومتر على سفح الجبل- في رحلة عبر التاريخ، فهو يحتضن اكتشافات أثرية منذ 8000 عام ترجع إلى العصر الحجري الحديث، وقطع أثرية تشير إلى الروابط التجارية مع بلاد الرافدين القديمة (العراق) وإيران ووادي السند (باكستان والهند)، كما اكتُشف في محيطه آثار أحفورية كتبت سطوراً في تاريخ المدينة، أما المدافن التي بنيت على مدى 500 سنة بين 2700 و3200 قبل الميلاد تحملنا في رحلة إلى بداية العصر البرونزي في الإمارات، ويقع أبرزها في مقبرة على طول السفوح الشرقية، كما عُثر على مدافن على طول قمم التلال والمرتفعات البارزة المؤدية للشمال من جبل حفيت في اتجاه مدينة العين. ويتألف كل مدفن من حجرة واحدة على شكل دائري أو بيضوي مصنوعة من صخور محلية كاملة أو مقطعة، وتحاط الغرفة بجدران من حلقة أو حلقتين أو ثلاث حلقات وتنحدر جدران الحلقة إلى الداخل تدريجياً حتى تتلاقى في النهاية وتشكل قبة.
وقد عثر علماء الآثار الدنماركيون على أوانٍ خزفية ومشغولات نحاسية، تدل على أهمية التجارة البحرية عبر الخليج العربي حينها، إذ ينعكس حجم التجارة مع مجتمعات العصر البرونزي البعيد في الأواني الفخارية المستوردة من بلاد الرافدين، وأيضاً تم العثور على الخرز الذي تم استيراد بعضه من بلاد الرافدين، كما تم الكشف عن أنصال وخناجر من الألف الأولى والثانية (2000 – 600 قبل الميلاد) في المدافن، إلى جانب الأدوات البرونزية والنحاسية والسفن المصنوعة من الحجر الأملس الصابوني.ونظراً لأهمية المنطقة فقد أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ” اليونسكو” عام 2011 مقابر جبل حفيت على قائمة مواقع التراث العالمي.
رأيان حول “شارع حفيت”