شارع هور السمر هو أحد شوارع أبوظبي، استوحيت تسميته من طبيعة الإمارات. إذ تشير كلمة هور إلى الأرض الرطبة المنخفضة التي تشكل بيئة خصبة للنباتات العشبية كالبردي والقصب والحشائش، وتتواجد الأهوار في البيئة الرطبة، وأيضاً في الأماكن المنخفضة من الصحاري وبالقرب من الينابيع. أما السمر فهي أشجار وفيرة الظل كثيفة الأوراق والأشواك. تنمو فوق الكثبان الرملية والأسطح الصخرية وفي قيعان الأودية، والتربة المالحة، وبالأماكن السهلية. ويطلق عليها عدة أسماء كالأكاسيا، والرضوان نسبة إلى بيعة الرضوان، والسنط الملتوي، كما توصف بالمظلة الشائكة كونها شجرة وافرة الظل وكثيرة الأوراق والأشواك.
وتتمتع أشجار السمر بخصائص تتلائم مع المناخ الصحراوي السائد في الإمارات، فهي تستطيع تحمل الجفاف لمدة عام كامل، مما يمكنها من العيش في الظروف المناخية القاسية، عندما تكون الأمطار شحيحة. وعليه فهي تعتبر من الأشجار شديدة الانتشار في الإمارات وتلي أشجار الغاف في قائمة الأشجار المحلية التي تنمو نمواً طبيعياً.
وتتعد الوظائف التي تقوم بها الأكاسيا في أماكن تواجدها فهي تحد من انجراف التربة، وتقلل من سرعة الرياح الموسمية، وتقلل كذلك من الغبار المتطاير، وتساهم في إنتاج الأكسجين وتلطيف الجو في المنطقة التي تتواجد فيها. فضلاً عن كونها مصدراً للغذاء فمن رحيق أزهارها يستخلص عسل البرم أحد أجود أنواع العسل الطبيعي وهو ذو قيمة غذائية عالية، وتستخدم أوراقها علفاً للمواشي، كما يمكن الاستفادة من أوراقها وبذورها لتحضير الأدوية الشعبية. ومن أشجار السمر كثيرة الأشواك “العربض” كانت تصنع حظائر المواشي لحمايتها من الحيوانات المفترسة. وبجذوعها أيضاَ توقد النار فيما توظّف الأخشاب الكبيرة المستخلصة من الجذوع لبناء البيوت أو تجمع وتوضع في شوالات ليصنع منها فحم يعرف بالسخام.
ولما كان لها من دور كبير في البيئات المتواجدة فيها حظيت أشجار السمر بأهمية بارزة في البلاد، وعنيت برعاية خاصة بوصفها ثروة محلية يجب الحفاظ عليها، فتم التركيز على زراعتها في أبوظبي، والحرص على تجنب قطع أو إزالة أشجار السمر عند تنفيذ المشاريع، كنوع من عرفان الجميل لما قدمته هذه الأشجار لأبناء الإمارات.