شارع الغلاَّن

يوجد في أبوظبي شارعين يحملان اسم شارع الغلاَّن الأول يقع في منطقة البطين ممتداً في شارع الخليج العربي وشارع البطين ويتقطاع معه عدة شوارع منها شارع مروح وشارع العياي وشارع البزم، وهو يقع على مقربة من “مبنى جمعية الصحفيين” على مسافة تقارب 150 متراً، وعلى ناصيته يقع جامع محمد بم مسعود المحيربي.

أما الشارع الثاني فهو يقع في منطقة المويجعي في مدينة العين بين شارع وريج وشارع القناة.

تسمية شارع الغلاَّن

تعتبر شوارع أبوظبي بمسمياتها مرجعاً مهماً يمكن أن نستقي منه تاريخ هذه الدولة وكتاباً يوضح بين فصوله جغرافية الإمارات وأهم الأماكن فيها على الناحيتين السياحية والتاريخية، فشارع الغلاَّن هنا يحمل اسم واحد من مغاصات صيد اللؤلؤ الكثيرة في أبوظبي، بتسميته يعيدنا إلى نقطة زمنية مسبوغة بالبساطة امتهن فيها سكان الدولة مهن على بساطتها في يومنا هذا إلا أنها كانت تطلب حينها جهداً وصبراً عظيمين كمهنة الغوص على اللؤلؤ التي كانت تحتاج لرحلات طويلة وكادر كبير في كل سفينة مجبرين على ترك منازلهم ومواجهة ما يخبئه لهم البحر من أخطار لجمع اللؤلؤ بأنواعه النادرة والنفيسة ثم تثمينه والاتجار به.

رحلات طويلة خصصت لها مواسم معينة في كل يوم فيها يستعد كادر السفينة بأكمله لبدء مهامهم من الساعة السابعة صباحاً ولغاية الساعة السابعة مساءً وفق نظام موحد كل فرد منهم يلتزم به ويقوم بمهامه وصولاً لتحمّل السفنية بكمية من اللؤلؤ ترضي “الطواشة” وهو لقب تجار اللؤلؤ الذين كانوا ينتظرون عودة هذه السفن لشراء ما بحوزتها، ومنهم لم يكن يصبر انتهاء رحلات الغوص الطويلة فكانوا يدخلون هم أيضاً إلى البحر ويجوبوا على السفن ليشتروا ما على ظهرها من لآلئ، وكان دخل كل سفينة يتراوح بين 60 إلى 100 روبية وهو ماكان يعتبر حينها مبلغاً كبيراً يغطي مشقة رحلات الغوص الطويلة.

شوارع بمسميات ذات صلة

نظراً للتاريخ الطويل للإمارات مع مهنة الغوص على اللؤلؤ فإن كثير من الشوارع وظّفت لتنقل لنا تفاصيل هذه المهنة فمنها ما حمل مسميات مغاصات معروفة مثل شارع النيوه وشارع بلعروق، وشارع أم الشيف، ومنها ما سُمي باسم أفراد طاقم سفن الغوص كشارع الغيص وشارع النهمة في حين لعبت شوارع أخرى دوراً في الحديث عن مراحل رحلة الغوص كشارع القفال، أو دوراً في الحديث عن السفن المستخدمة لهذه الرحلات أو أجزاء من هذه السفن وهو الدور الذي لعبه كل من شارع الغامزي وشارع وانس وشارع الفنطاس، وبالتأكيد حملت العديد من الشوارع مسميات أنواع من اللؤلؤ التي حظيت بمكانة خاصة قديماً كشارع الدانة وشارع الجيون.

أضف تعليق