شارع المُتَدَارَك

في منطقة حدبة الزعفرانة يقع شارع المُتَدَارَك، وهو يتقاطع مع كل من شارع الثقيبة وشارع اليريار.

تسمية شارع المُتَدَارَك

ترتكز تسمية الشارع هنا على إحياء اللغة العربية، والتعريف بجماليتها، فتسمية الشارع مرتبطة بالبحر المُتَدَارَك وهو أحد بحور الشعر العربي البالغ عددها 16، والتي بها تنظم الأبيات الشعرية، وينظم الشاعر قصيدته عليها، فتعطي الأبيات إيقاعاً موزوناً. وتعود هذه البحور الشعرية لمكتشفها الخليل بن أحمد الفراهيدي، عدا عن البحر الأخير “البحر المُتَدَارَك” الذي اكتشفه تلميذه الأخفش الأوسط وتداركه به فسمي بالمُتَدَارَك .

كما سمي البحر المُتَدَارَك بهذا الاسم لأنه تدارك البحر المتقارب أي لحق به، وكذا سمي بالبحر الشقيق لأنه يشبه البحر المتقارب، ويعرف أيضاً بعدة مسيمات كالبحر المحدث، وبحر الخَبب لأن له إيقاع يشبه إيقاع ركض الخيل، أو البحر المتسق لأن كل أجزائه على خمسة أحرف، ويعتبر هذا البحر أحادي التفعيلة إذ يقوم على تكرار تفعيلة “فاعلن”، ومفتاحه: حَرَكَاتُ الْمُحْدَثِ تَنْتَقِلُ فَعِلُنْ فَعِلُنْ فَعِلُنْ فَعِلُ ،ولتفعيلات المُتَدَارَك أشكال مختلفة؛ وهي:

التام المُتَدَارَك ويقوم على تكرار تفعيلة فاعلن 8 مرات، والمجزوء المُتَدَارَك وله 6 تفعيلات من “فاعلن”، والمشطور المُتَدَارَك وله 4 تفعيلات من “فاعلن”، ومن الأبيات الشعرية المنظومة على تفعيلاته :

لم يدع من مضى للذي قد غبر فضل علم سوى أخذه بالأثر.

مبادرات لإحياء اللغة العربية في الدولة

تتعدد الجهود في الدولة الهادفة لحماية اللغة العربية والنهوض بها، في إطار التزام الإمارات بالهوية الثقافية والحفاظ على التراث والهوية العربية، ويمثل “ميثاق اللغة العربية” الذي أعلنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أبريل (نيسان) 2012، محوراً أساسياً تنطلق منه الجهود في الدولة لتعزيز مكانة اللغة العربية، إذ تضمن الميثاق تشكيل “المجلس الاستشاري للغة العربية” لتطبيق مبادئ وتوصيات ميثاق اللغة العربية، وتشكيل لجنة خبراء عربية ودولية لإحياء اللغة العربية لتكون لغةً للعلم والمعرفة، وتطوير أساليب تعليمها، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات في مدارس الدولة لاستقطاب الطلاب الموهوبين في اللغة العربية وإبراز مواهبهم ورعايتها.

وفي إطار تشجيع الإسهامات في اللغة العربية وتسليط الضوء على المساهمات الناجحة ونشرها أُطلقت “جائزة محمد بن راشد للغة العربية” عام 2014، وضمن أحد الخطوات الهامة للوقوف على واقع اللغة العربية في الوطن العربي والعمل على النهوض بها يأتي “تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها” الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في ديسمبر (كانون الأول) عام 2018 بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، وهو يعمل على تقديم رؤية موضوعية لواقع اللغة العربية في مجتمعاتنا، وما لها من دور، وصولاً لوضع خطط واستراتيجيات لتطوير دورها.

بالإضافة لما ذكر سابقاً تحتضن الإمارات العديد من المبادرات التي تلعب دوراً كبيراً في ترسيخ اللغة العربية، مثل “تحدي القراءة العربي” الذي يهدف لتحفيز الطلاب العرب على القراءة، وذلك عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة 50 مليون كتاب كل عام، وهو ما يساهم في إثراء البيئة الثقافية، وتنمية ملكات الطلاب الفكرية والأدبية.

أضف تعليق