في الجهة الغربية من مدينة العين يقف قصر المويجعي شاهداً على التحولات التاريخية التي عاشتها الدولة خلال فترة تزيد عن 100 عام، هذه التحولات كُتبت بين جدران القصر، الأمر الذي مكنه من أن يحجز لنفسه مكانة مميزة بين المواقع الثقافية في العين والإمارات عموماً، وليدرج على قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”.
تاريخ قصر المويجعي
بني القصر في القرن الثامن عشر في عهد الشيخ زايد بن خليفة الأول حاكم إمارة أبوظبي للفترة الممتدة بين 1855 و1909 على يد ابنه الشيخ خليفة بن زايد الأول ، ومنذ تأسيسه كان القصر حاضراً على عدة أحداث تاريخية اكسبته ماله من أهمية اليوم، كفترة الكساد عام 1928 والتي أمر فيها الشيخ خليفة باستخدام القصر كمقر لتوزيع المساعدات.
احتضن القصر عدة أجيال من عائلة آل نهيان الحاكمة، فبعد وفاة مؤسسه الشيخ خليفة بن زايد الأول انتقل القصر إلى ابنه الشيخ محمد، ومع تعيين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ممثلاً للحاكم في مدينة العين عام 1946 انتقل للعيش في القصر وأصبح ديواناً لحكمه وبيتاً للعائلة لمدة تصل إلى 20 عاماً، وفيه ولد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وعاش فترة من شبابه.
تشكل المدة التي عاش بها الشيخ زايد في القصر جزءاً أساسياً من تاريخه الذي يفتح أبوابه اليوم ليروي تفاصيلها، فمع تحول القصر لمقر رئيسي للحكم، ومجلس للشورى، ومكان لاستقبال الزوار، أمر الشيخ زايد بعمل توسعات في القصر، تضمنت إنشاء مبانٍ جديدة للديوان ، ومطابخ جديدة، وتوسيع غرف الضيوف لتصبح قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة للزوار، واستمر دور قصر المويجعي كقاعدة إدارية للحكم حتى تولي الشيخ زايد منصب حاكم أبوظبي عام 1966 وانتقاله مع عائلته إلى أبوظبي.
معرض يروي قصة القلعة وساكنيها
خضع قصر المويجعي لعمليات ترميم مستمرة منذ السبعينيات، شارك فيها علماء آثار ومعماريين ومؤرخين، وفي عام 2009 بدأت عمليات تنقيب وترميم واسعة في القصر، تم خلالها اكتشاف آثار لأنشطة زراعية في الواحات تعود للقرن 18. وفي عام 2015 فتح المعرض أبوابه أمام الزوار كمتحف يروي تاريخ القلعة وساكنيها ولاسيما الشيخ خليفة بن زايد حاكم الإمارات، ويسلط الضوء على إنجازاته ومراحل تعليمه، عبر صور فوتوغرافية، ويستعرض المتحف تسلسل زمني لحياة العائلة الحاكمة وعلاقتهم بالقصر، وبعض من ممتلكاتهم، ويروي دور القصر باستقبال الرحالة والزوار، فضلاً عن الاكتشافات الأثرية في المنطقة، كذلك يلقي الضوء على أهمية المياه في العين وواحاتها إذ شهد القصر على أحد أهم المراحل التاريخية في العين والتي تم فيها تطوير قنوات المياه وإصلاح نظم الأفلاج.
عمارة قصر المويجعي
رغم أعمال الترميم المتعددة التي خضع لها القصر إلا أنه حافظ على بنيته المعمارية القديمة التي تعتمد على الطوب. ويتخذ القصر شكل مربع وتبلغ مساحته 3600 متر مربع وهو محاط بسور دفاعي مرتفع كما سائر القلاع التي بينت في أبوظبي سابقاً وذلك لحمايتها من أي غذو، ويبلغ ارتفاع السور ما يقارب 5 أمتار بسمك 950 مليمتر عند القاعدة، ويضم القصر 3 أبراج منها ماهو مخصص للسكن، وديوان للحكم، كما يوجد خارج القصر مسجد ذو تصميم مشابه للقصر، وهو محاط بأشجار النخيل التي تم زراعتها على مر سنين.
أما داخل القصر تمت إضافة تصاميم عصرية، فنجد ساحة المعرض محاطة بجدران زجاجية، تستعرض صور تروي تاريخ القصر.